نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 3 صفحه : 16
الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه « شَرَعَ لَكُمْ » يا آل محمد « مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً » قد وصانا بما وصى به نوحا « وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ » يا محمد « وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى » فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة أولي العزم من الرسل « أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ » يا آل محمد « وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ » وكونوا على جماعة « كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ » من أشرك بولاية علي « ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » من ولاية علي إن الله يا محمد « يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ » [١] من يجيبك إلى ولاية علي عليهالسلام.
« شَرَعَ لَكُمْ » أي بين وأوضح لكم ، وبين أن الخطاب إلى آل محمد صلىاللهعليهوآله أو هم الأصل والعمدة في هذا الخطاب « ما وَصَّى بِهِ » أي أمر به وبحفظه « وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ » قيل : إنما لم يقل « وصينا » كما قال في غيره من أولي العزم ، للإشارة إلى تأكيد عزمه حتى أنه لا يحتاج إلى التوصية والمبالغة ، قال البيضاوي : أي شرع لكم من الدين دين نوح ومحمد صلىاللهعليهوآله ومن بينهما من أرباب الشرائع وهو الأصل المشترك فيما بينهم ، المفسر بقوله : « أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ » وهو الإيمان بما يجب تصديقه والطاعة في أحكام الله تعالى ، ومحله النصب على البدل من مفعول شرع ، أو الرفع على الاستئناف ، كأنه جواب وما ذلك الشرع ، أو الجر على البدل من هاء « به ».
« وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ » ولا تختلفوا في هذا الأصل ، أما فروع الشرائع فمختلفة كما قال : « لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً » [٢].
« كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ » عظم عليهم « ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » من التوحيد « اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ » يجتلب إليه والضمير لما يدعوهم أو للدين « وَيَهْدِي إِلَيْهِ » بالإرشاد والتوفيق « مَنْ يُنِيبُ » يقبل إليه انتهى [٣] من أشرك بولاية علي فإنهم أشركوا بالله حيث أشركوا مع علي عليهالسلام من ليس خليفة من الله.
[١] سورة الشورى : ١٣. [٢] سورة المائدة : ٤٨. [٣] كذا في النسخ.
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 3 صفحه : 16