نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 25 صفحه : 195
أبا عبد الله عليهالسلام يعوذ بعض ولده ويقول عزمت عليك يا ريح ويا وجع كائنا ما كنت بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام رسول رسول الله صلىاللهعليهوآله
قوله : « عزمت عليك » قال الجوهري [١] : ويقال : أيضا عزمت عليك بمعنى أقسمت عليك.
قوله عليهالسلام: « كائن ما كنت » لعله خبر مبتدإ محذوف ، والجملة حال والظاهر كائنا كما في بعض النسخ.
قوله عليهالسلام: « على جن وادي الصبرة » لعل هذا إشارة إلى ما رواه الشيخ المفيد في إرشاده [٢] بإسناده عن ابن عباس قال : لما أخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بني المصطلق جنب عن الطريق فأدركه الليل ونزل بقرب واد وعر فلما كان في آخر الليل هبط جبرئيل عليه يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي ، يريدون كيده عليهالسلام وإيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه ، فدعا أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك ، فادفعه بالقوة التي أعطاك الله وتحصن منهم بأسماء الله عز وجل التي خصك بعلمها ، وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس ، وقال لهم : كونوا معه وامتثلوا أمره ، فتوجه أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الوادي فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ، ولا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم ثم تقدم ، فوقف على شفير الوادي وتعوذ بالله من أعدائه ، وسمى الله عز اسمه ، وأومأ إلى القوم الذين تبعوه أن يتقربوا منه فقربوا وكان بينه وبينهم فرجة مسافتها غلوة ، ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد أن تقع [٣] القوم على وجوههم لشدتها ، ولم تثبت أقدامهم على الأرض من هول الخصم ، ومن هول ما لحقهم فصاح أمير المؤمنين عليهالسلام أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وصي رسول الله وابن عمه اثبتوا إن شئتم فظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم شعل النيران ، قد اطمأنوا وأطافوا بجنبات الوادي ، فتوغل
[١] الصحاح : ج ٥ ص ١٩٨٥. [٢] الإرشاد : ص ١٨١. وص ١٦٠ « ط الآخوندى » باختلاف يسير. « رواه في البحار ج ٦٣ ص ٨٦ ». [٣] في المصدر : كاد القوم يقعون على وجوههم لشدّتها.
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 25 صفحه : 195