(و كذا الملك) فانه أيضا مقولة نسبية تابعة لمعروضها في التبدل و
الاستقرار (و أما) مقولتا (أن يفعل و أن ينفعل فأثبت بعضهم فيهما الحركة و أبطل)
قول هذا المثبت (بأن المنتقل من التسخن الى التبرد) مثلا (لا يكون تسخنه باقيا و
الا لزم التوجه الى الضدين معا) لان التبرد توجه الى البرودة و التسخن توجه الى
السخونة و من المحال أن يكون الشيء الواحد في الزمان الواحد متوجها الى الضدين و
اذا لم يكن التسخن باقيا فالتبرد لا يوجد الا بعد وقوف التسخن (فبينهما زمان سكون)
كما بين الحركتين الاينيتين المتضادتين فلا يكون هناك حركة من التسخن الى التبرد
على الاستمرار و كذا
(عبد الحكيم) (قوله و كذا الملك فانه الخ) هذا البيان غير تام لورود
النقض بالمنع المذكور سابقا و في الشفاء اما قوله الجدة فاني الى هذه الغاية لم
أتحققها و الّذي يقال ان هذه المقولة تدل على نسبة الجسم الى ما يشمل و يلزمه فى
الانتقال فبكون تبدل هذه النسبة على الوجه الاول انما هو بضم الحاوى و فى المكان
فلا يكون فيها على ما أظن لذاتها و أولا حركة و أورد عليه ان تبدل السطح الحاوى
حركة اينية للمحيط موجبة لتبدل تلك المحاط فكالحركتين ذاتية و ليست هاهنا حركة
واحدة تنسب الى أحدها بالذات و الى الآخر بالعرض و الجواب ان ليس المراد بالحركة
الذاتية و العرضية هاهنا ما هو المشهور بل الحركة الواقعة فى نفس المقولة بذاتها و
الواقعة فيها تبع الاخرى و ان كانت ذاتية (قوله فأثبت بعضهم الخ) قالوا ان الشيء
قد لا يفعل و لا ينفعل ثم يتدرج يسيرا يسيرا الى ان يصير يفعل و ينفعل فيكون ان
يفعل و ان ينفعل غاية لذلك القدر حينئذ مثل السواد فان غاية السواد كون الشيء قد
يتغير من ان لا يكون ينفعل بالحيز و ينفعله الى ان ينفعل بالحيز أو يفعله و يكون
ذلك قليلا و ان الانفعال قد يكون بطيئا فيتدرج يسيرا يسيرا الى أن يسرع و يشتد و
بالعكس و الجواب عن الاول ان تلك الحركة ليست فى الفعل و الانفعال بل فى اكتساب
الهيئة التى بها يصح ان يفعل و ان ينفعل و عن الثانى ما سيأتى من انه لا بد فى ذلك
الانتقال تخلل سكون و الا لزم التوجه الى الضدين و عن الثالث ان ذلك استحالة من
سرعة بالفعل يسيرا يسيرا و لا في ان يفعل ان ينفعل (قوله و من المحال ان يكون الشيء
الواحد الخ) لا يخفى ان اللازم مما ذكره الشارح اجتماع التوجه الى السخونة مع
اجتماع التوجه الى البرودة و لا تضاد بين التوجه الى شيء و بين التوجه الى ضده
فالصواب ما فى الشفاء انه لو كان التسخن باقيا حين الانتقال الى التبرد و معلوم ان
الانتقال الى التبرد من طبيعة التبرد و البرد أخذ من طبيعة التبرد لزم ان يكون عند
قصر الخ يقصد الرد معا و هذا محال