فلو كان فى متى حركة لكان لمتى متى آخر و هو محال اذ يلزم ان يكون
للزمان زمان و اعترض بأنه يجوز ان يكون عروض متى للزمان لذاته لا لزمان آخر كعروض
القبلية و البعدية (و) قال (في الشفاء) يشبه ان يكون الانتقال في متى دفعيا اذ
(الانتقال من سنة الى سنة و من شهر الى شهر يكون دفعة) و ذلك لان أجزاء الزمان
متصل بعضها ببعض و الفصل المشترك بينها هو الآن فاذا فرض زمانان يشتركان في آن فقبل
ذلك الآن يستمر للموضوع متاه بالقياس الى الزمان الاول و بعده يستمر له متاه
بالقياس الى الزمان الثانى و ذلك الآن نهاية وجود الاول و بداية حصول الثاني فلا
تدريج فى الانتقال و يرد عليه أن الفاصل بين أجزاء المسافة حدود غير منقسمة فيكون
الانتقال من بعض تلك الاجزاء الى بعض دفعيا أيضا و لكن اذا فرض مكانان بينهما
مسافة منقسمة كان الانتقال من أحدهما الى الآخر تدريجيا فكذا الحال في الانتقال من
زمان الى زمان آخر بينهما زمان كالفجر و المغرب مثلا فانه يكون تدريجيا أيضا لا
دفعيا ثم قال في الشفاء و يشبه أن يكون حال متى كحال الاضافة فى أن الانتقال فيه
يكون تبعا للانتقال فى شيء آخر من كم أو كيف فيقع التغير فى ذلك الشيء أولا و
يكون الزمان لازما لذلك التغير فيعرض بسببه فيه التبدل و إليه أشار بقوله (و هو)
أى متى (كالاضافة) في قبول الحركة على سبيل التبعية (لانه نسبة تابعة لمعروضها)
فلا يستقل بالمفهومية و التبدل و قد عرفت ما فيه
(عبد الحكيم) (قوله ثم قال في الشفاء يشبه ان يكون الخ) يريد ان
الانتقال الحاصل فى متى بطريقين أحدهما ان يكون بسبب انتقال الزمان و عدم استقراره
و ذلك دفعي لان الزمان متصل واحد في نفسه و متاه بهذا الاعتبار واحد لا تكثر فيه
فضلا عن الانتقال و اذا فرض قسمة فالحد المشترك بين الزمانين هو الآن فالانتقال
الحاصل فى الامور الواقعة بسبب انتقال الزمان و عدم استقراره يكون دفعيا و على هذا
اندفع الايراد المذكور بقوله و يرد عليه الخ و هو ظاهر و ثانيهما الانتقال الحاصل
بسبب تغير الامور الواقعة فيه و هذا الانتقال لما وقع فيه التغير إن كان التغير
فيه آنيا فالانتقال من متى آنى و ان كان تدريجيا فتدريجى فملخص كلام الشيخ فى
النجاة انه لا يقع الحركة فى متى بالذات و فى الشفاء ان الانتقال الحاصل فيه بسبب
تغير الزمان و عدم استقراره دفعي و الانتقال الحاصل فيه بسبب تغير الامور الواقعة
فيه يتبع لما فيه التغير انه لا اشتباه من كلام الشيخ و انه غير متحير في وقوع
الحركة فى متى كما يوهمه عبارة المتن و اعتقده بعض القاصرين (قوله فلا يستقل
بالمفهومية) أى لا يعقل عروض شيء الا بعد اعتبار التغير في شيء فلا يكون مستقلا
بالحركة (قوله و قد عرفت ما فيه) قد عرفت اندفاعه بما حررناه