فى التقابل (و كذا كل متقابلين يمتنع بينهما الواسطة فانما هو) أى
امتناع الواسطة بينهما (باعتبار شرائط التقابل) فانه اذا أهمل شيء من شرائطه جاز
ارتفاعهما معا و حينئذ تثبت الواسطة بينهما قال ابن سينا من ظن أن بين الصحة و
المرض وسطا هو لا صحة و لا مرض فقد نسي الشرائط التي يجب أن تراعى فيما له وسط و
ما ليس له وسط و تلك الشرائط أن يفرض الموضوع واحدا بعينه فى زمان واحد و تكون
الجهة و الاعتبار واحدا و حينئذ ان جاز أن يخلو الموضوع عنهما كان هناك واسطة و
الا فلا و اذا فرض انسان واحد و اعتبر منه عضو واحد فى زمان واحد فلا بد ان يكون
اما معتدل المزاج سوى التركيب بحيث يكون فعله سليما و اما ان لا يكون كذلك فلا
واسطة الا أن يحد الصحة و المرض بحد آخر و يشترط فيه شروط لا حاجة إليها يعني ان
يشترط في حد الصحة سلامة جميع الافعال فيخرج سالم البعض و من كل عضو فيخرج من كان
بعض اعضائه مئوفا و في كل وقت فيخرج من يصح مدة و يمرض مدة و ان لا يكون هناك
استعداد يقتضي سهولة الزوال فيخرج الناقة و الشيخ و الطفل و يشترط فى حد المرض آفة
جميع الافعال من جميع الاعضاء في جميع الاوقات فتخرج الامور المذكورة من حده أيضا
و تثبت الواسطة قطعا الا ان النزاع حينئذ يكون لفظيا
(الفصل الثالث [في الكيفيات المختصة بالكميات)]
من فصول الكيف (في الكيفيات المختصة بالكميات و فيه مقصدان*
[المقصد الاول الكيف الكمى]
انها) أى الكيفيات المختصة بالكميات (عارضة للكم اما وحدها
فللمنفصلة كالزوجية و الفردية) العارضتين للعدد و كذلك الاولية و التركيب و سائر
الاعراض الذاتية للاعداد (و للمتصلة التثليث و التربيع) أى كالتثليث و التربيع
فانهما عارضان للمثلث و المربع و كذلك التخميس و التسديس و غيرهما من الهيئات
العارضة للسطوح الكثيرة الاضلاع و اما مع غيرها
(عبد الحكيم)
[قوله يكون لفظيا] أي راجعا إلى تفسير لفظي الصحة و المرض (قوله
عارضة للكم) أى بالذات (قوله اما وحدها) أى منفردة من غير انضمام أمر معه فيكون
عائدا إلى ما ذكره الامام بقوله اما لنفسه (و اما مع غيرها] أي عارضة لكم مقارنة
مع غيره مقارنة الكل مع الجزء ليصح كون الخلقة مثالا له