responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : ايجى- مير سيد شريف    جلد : 1  صفحه : 8

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ ضمن خطبة كتابه الاشارة الى مقاصد علم الكلام رعاية لبراعة الاستهلال فبسمل أولا تيمنا ثم قال (الحمد للّه العلى شأنه) أمره و حاله في ذاته و صفاته و أفعاله فانه تعالى جامع لجهات علو الشأن لا يتطرق الى سرادقات قدسه شائبة النقصان (الجلي برهانه) حجته القاطعة التى نصبها دالة على وجود ذاته و اتصافه بكمالاته و هى آياته المنبثة في الآفاق و الانفس تجتليها بصائر أولى الابصار و تشاهد بها اسرارا يضيق عن تصويرها نطلق الاظهار (القوى سلطانه) سلطنته و نفاذ حكمه اذ لا يستعصى على ارادته شي‌ء من الاشياء و لا يجرى في‌


(حسن چلبي)


[قوله فبسمل أولا تيمنا) فان قلت ليس للبسملة مدخل في الاشارة المذكورة لان البسملة مما يطرد في أول كل كتاب من كل فن فلا تحصل بها الاشارة الى المقاصد الآتية فلا وجه للفاء قلت تضمن خطبة كتابه الاشارة الى مقاصد علم الكلام انما يستحسن و يعتد به و يعد تفوقا في ابتداء الكتاب بعد رعاية التيمن ببسم اللّه فكأنه قال أراد التضمين المذكور فبسمل أولا تيمنا ليعتد بذلك التضمن فالفاء حينئذ أصاب موقعه على انها قد تجي‌ء لمجرد الترتيب كما ذكره ابن هشام في مغنى اللبيب و له أمثلة كثيرة في القرآن المجيد و الظاهر ان البسملة متأخرة زمانا عن التضمين الّذي أريد به سببه أعني الإرادة و قد يتوهم انه أراد بالتضمين المذكور الايراد في ضمن الخطبة أي أثنائها فللبسملة مدخل في ذلك حينئذ اذ لو لم يبسمل أولا لكانت الاشارة في أول الخطبة لا في أثنائها و تقدم جملة الحمدلة لا يكفى لان قوله العلى شأنه الخ سواء اعتبر بدلا عن لفظة اللّه أو نعتا له من متمماتها و لا يخفى ما فيه من التعسف نعم يمكن أن يقال على تقدير كون البسملة جزءا من الخطبة لفظ التضمين يشعر باشتمال الخطبة على شي‌ء آخر سوى الاشارة المذكورة فللبسملة على قصد التيمن مدخل في التضمين و ان لم يكن لها مدخل في براعة الاستهلال و بهذا يظهر حسن موقع الفاء اذا حملت على مجرد الترتيب أيضا و لو بالنسبة الى نفس التضمين لان مرتبة التفصيل متأخرة عن مرتبة الاجمال (قوله ثم قال الحمد للّه) ان قلت ثم للترتيب مع التراخي و لا تراخي للحمدلة عن البسملة لا زمانا و لا رتبة كما هو الظاهر فما وجه ثم قلت بعد تسليم عطف مدخول ثم على بسمل قد ذكرنا في حواشى المطول ان المحققين من النحاة نصوا على ان دلالة ثم على التراخي وجوبا مخصوصة بعطف المفرد (قوله الى سرادقات قدسه) أراد بالقدس التنزه عن النقص و فيه تأكيد لكونه جامعا لجهات علو الشأن و لذا ترك العطف و بهذا يظهر حسن ارتباطه بما قبله و اندفاع ما قيل الأنسب بالسياق أن يقول الى سرادقات كماله كما لا يخفى على المتأمل (قوله و لا يجرى في ملكوته إلّا ما يشاء) لما كان المتبادر من قوله لا يستعصى على ارادته شي‌ء ان كل‌

نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : ايجى- مير سيد شريف    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست