responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 311

ليس كل صحابي معصوما و لا كل من لقي النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) بالخير موسوما [1] إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) ذكروا لها محامل و تأويلات بها تليق، و ذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل و التفسيق صونا لعقائد المسلمين عن الزيغ و الضلالة في حق كبار الصحابة، سيما المهاجرين منهم و الأنصار، و المبشرين بالثواب في دار القرار. و أما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، و من الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ تكاد تشهد به الجماد و العجماء، و يبكي له من في الأرض و السماء، و تنهد منه الجبال، و تنشق الصخور، و يبقى سوء عمله على كر الشهور و مر الدهور، فلعنة اللّه على من باشر، أو رضي، أو سعى، و لعذاب الآخرة أشد و أبقى.

فإن قيل: فمن علماء المذهب من لم يجوز اللعن على يزيد [2] مع علمهم بأنه يستحق ما يربو على ذلك و يزيد.

قلنا: تحاميا عن أن يرتقى إلى الأعلى فالأعلى، كما هو شعار الروافض على ما يروى في أدعيتهم و يجري في أنديتهم فرأى المعتنون بأمر الدين إلجام العوام بالكلية طريقا إلى الاقتصاد في الاعتقاد و بحيث لا تزل الأقدام عن السواء، و لا تضل الأفهام بالأهواء. و إلا فمن يخفى عليه الجواز و الاستحقاق؟ و كيف لا يقع عليهما الاتفاق؟ و هذا هو السر فيما نقل عن السلف من المبالغة في مجانبة أهل الضلال، و سد طريق لا يؤمن أن يجر إلى الغواية في المآل، مع علمهم بحقيقة الحال و جلية المقال. و قد انكشف لنا ذلك حين اضطربت الأحوال و اشرأبت الأهوال،


[1] الحق يقال: أنه يجب على المسلمين عدم الخوض في هذه المسائل و تركها إلى اللّه تعالى و خصوصا بعد ما قال الرسول صلى اللّه عليه و سلّم- أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم و أحاديث أخرى كثيرة، فالواجب على المسلمين أن يتركوا هذه المرحلة و أصحابها و يقولوا بقول اللّه تعالى: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَ لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ‌. سورة البقرة آية رقم 141.

[2] هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام ولد بالماطرون عام 25 ه و نشأ بدمشق، و ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 ه و أبى البيعة له عبد اللّه بن الزبير، و الحسين ابن علي فانصرف الأول إلى مكة، و الثاني إلى الكوفة، و في زمنه فتح المغرب الأقصى على يد الأمير عقبة بن نافع، و فتح سلم بن زياد بخارى و خوارزم توفي عام 64 ه راجع الطبري حوادث 64 و تاريخ الخميس 2: 300 و منهاج السنة 2: 237- 254 و ابن الأثير 4: 49.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست