responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 30

ليجعلا مذهبين متقابلين، و يجعل كون الإعجاز بالأمرين جميعا مذهبا ثالثا ينسب إلى القاضي على ما قال إمام الحرمين أن وجه الإعجاز عندنا هو اجتماع الجزالة مع الأسلوب و النظم المخالف لأساليب كلام العرب من غير استقلال لاحدهما، إذ ربما يدعي أن بعض الخطب و الأشعار من كلام أعاظم البلغاء لا ينحط عن جزالة القرآن انحطاطا بينا قاطعا للأوهام، و ربما يقدر نظم ركيك يضاهي نظم القرآن على ما روى من ترهات مسيلمة الكذاب: الفيل و ما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل و خرطوم طويل. فلزم كون الإعجاز بالنظم البديع مع الجزالة، أعني البلاغة، و هو التعبير عن معنى سديد بلفظ شريف، و أن ينبئ عن المقصود من غير مزيد.

ثم قال: و في القرآن سوى النظم و البلاغة وجهان آخران من الإعجاز هما:

الإخبار عن قصص الأولين من غير سماع و تلقين، و الإخبار عن المغيبات المستقبلة متكررة متوالية.

قلنا: معنى الأول ان نظم القرآن و تركيبه يخالف المعتاد من أساليب كلام العرب، إذ لم يعهد فيه كون المقاطع على مثل يعلمون، و يفعلون. و المطالع على مثل: يا أَيُّهَا النَّاسُ‌ [1]، و يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ‌ [2]، و الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ [3]، و عَمَّ يَتَساءَلُونَ‌ [4]، و أمثال ذلك.

و معنى الثاني أن نظمه بالغ في الفصاحة و المطابقة لمقتضى الحال الجد الخارج عن طوق البشر، و كان معنى النظم على الأول ترتيب الكلمات، و ضم بعضها إلى البعض. و على الثاني جمعها مترتبة المعاني، متناسقة الدلالات على حسب ما يقتضيه العقل على ما قال عبد القاهر أن النظم هو توخي معاني النحو فيما بين الكلم على حسب الأغراض التي يصاغ لها الكلام. و لهذا زيادة بيان في بعض كتبنا في فن البيان. و قد استدل على بطلان الصرفة بوجوه:


[1] سورة البقرة آية رقم 21

[2] سورة المزمل آية رقم 1

[3] سورة الحاقة آية رقم 1

[4] سورة النبأ آية رقم 1

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست