responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 296

عنى بانفسنا عليا (رضي اللّه تعالى عنه) و إن كان صيغة جمع، لأنه صلى اللّه عليه و سلّم دعا وفد نجران إلى المباهلة، و هو الدعاء على الظالم من الفريقين خرج و معه الحسن و الحسين و فاطمة و علي، و هو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا، و لم يخرج معه من بني عمه غير علي (رضي اللّه عنه) و لا شك أن من كان بمنزلة نفس النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان أفضل.

و قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌ [1] قال سعيد بن جبير: لما نزلت هذه الآية، قالوا: يا رسول اللّه، من هؤلاء الذين تودّهم؟ قال: علي و فاطمة و ولداها. و لا يخفى أن من وجبت محبته بحكم نص الكتاب كان أفضل. و كذا من ثبت نصرته للرسول بالعطف في كلام اللّه تعالى عنه على اسم اللّه و جبريل مع التعبير عنه بصالح المؤمنين، و ذلك قوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ‌ [2].

فعن ابن عباس (رضي اللّه عنه) أن المراد به علي.

و أما السنة، فقوله (عليه السلام): «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، و إلى نوح في تقواه، و إلى إبراهيم في حلمه، و إلى موسى في هيبته، و إلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب» و لا خفاء في أن من ساوى هؤلاء الأنبياء في هذه الكمالات كان أفضل. و قوله (صلى اللّه عليه و سلّم): «أقضاكم علي» [3] و الأقضى أكمل و أعلم. و قوله (صلى اللّه عليه و سلّم): «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» فجاءه علي فأكل معه. و الأحب إلى اللّه أكثر ثوابا، و هو معنى الأفضل، و بقوله (عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» [4] و لم يكن عند موسى أفضل من هارون. و قوله (عليه السلام): «من كنت مولاه فعلي مولاه» [5] الحديث، و قوله (صلى اللّه عليه و سلّم) يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا


[1] سورة الشورى آية رقم 23.

[2] سورة التحريم آية رقم 4.

[3] الحديث أخرجه الإمام البخاري في تفسير سورة 2: 7 و ابن ماجه في المقدمة 11 و رواه الإمام أحمد ابن حنبل في المسند 5: 112 (حلبي).

[4] سبق تخريج هذا الحديث.

[5] سبق تخريج هذا الحديث.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست