responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 219

الحساب و الميزان و الصراط، و غير ذلك، و لا نعرف كيفياتها و أوصافها، و أهل الكتاب كانوا يعرفون النبي (عليه السلام) كما يعرفون أبناءهم و لم يكونوا مؤمنين. و فيه نظر، لأن المراد العلم بما حصل التصديق به، و نحن نعلم من الأنبياء و الملائكة ما نصدق به. فامتناع التصديق بدون العلم، بمعنى الاعتقاد، قطعي. و إنما الكلام في العكس.

فإن قيل: نحن لا ننفي كونه إيمانا و تصديقا لكنا ندعي أنه لا ينفع، بمنزلة إيمان اليائس، فإن عدم نفعه على ما ذكره الشيخ أبو منصور الماتريدي‌ [1] معلل بأن العبد لا يقدر حينئذ أن يستدل بالشاهد على الغائب ليكون مقاله عن معرفة و علم استدلالي. فإن الثواب على الإيمان إنما هو بمقابلة ما يتحمله من المشقة، و هي في آداب الفكرة، و إدمان النظر في معجزات الأنبياء، أو في محدثات العالم. و التمييز بين الحجة و الشبهة لا في تحصيل أصل الإيمان.

قلنا: النص إنما قام على عدم نفع إيمان اليأس و معاينة العذاب، دون إيمان المقلد. و الإجماع أيضا إنما انعقد عليه، و التمسك بالقياس، لو سلم صحته في الأصول، فلا نسلم أن العلة ما ذكرتم، بل ذهب الماتريدي و كثير من المحققين إلى أن إيمان اليأس إنما لم ينفع لأنه إيمان دفع عذاب، لا إيمان حقيقة، و لأنه لا يبقى للعبد حينئذ قدرة على التصرف من نفسه و الاستمتاع بها، لأن عذاب الدنيا مقدمة لعذاب الآخرة، إذ ربما يموت العبد فيه. فينتقل إلى عذاب الآخرة، بخلاف إيمان المقلد، فإنه تقرب إلى اللّه تعالى، و ابتغاء لمرضاته، من غير إلجاء و لا قصد دفع العذاب، و لا انتفاء قدرة على التصرف في النفس.

قال: و أما المانعون (و أما المانعون فالشيخ لا يشترط التمكن من إقامة الحجة و دفع الشبهة في كل‌



[1]1
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست