responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 20

اختصاص بعالم العناصر أشباحا مصورة تخاطبه، و تحدث في سمعه كلاما منظوما يحفظ و يتلى، و هذا هو الوحي، و نزول الملك و الكتاب، و أما كون ذلك من اللّه تعالى لنظام المعاش، و نجاة المعاد، و صلاح العباد، مع نفي القصد و الغرض من أفعاله، و العلم بالجزئي على الوجه الجزئي في اوصافه، فقرروه بأن العناية الإلهية، أعني إحاطة علمه السابق بنظام الموجودات على الوجه اللائق تقتضي فيضان ذلك النظام على الترتيب و التفصيل الذي من جملته وجود الشروع و الشارع ليكون الموجود على وفق المعلوم، و لا خفاء في أن هذا لا يكفي فيما ثبت بالضرورة من الدين).

في طريقة الفلاسفة بالاحتياج إلى النبي و الشريعة [1]، و بثبوت المعجزة، لكن يقررون ذلك على وجه لا يوافق ما علم بالضرورة من الدين.

أما تقريرهم في الاحتياج الى النبي فهو أن الإنسان مدني بالطبع، أي محتاج في تعيشه إلى التمدن، و هو اجتماعه مع بني نوعه للتعاون و التشارك في تحصيل ما يحتاجون إليه من الغذاء الموافق، و اللباس الواقي من الحر و البرد، و المسكن الملائم بحسب الفصول المختلفة، و السلاح الحامي عن السباع و الأعداء، فإن كل ذلك مما يحصل بالصناعات، و لا يمكن للإنسان الواحد القيام بجميعها، بل لا بد أن يخبز هذا لذلك، و ذلك يخيط لآخر، و آخر يتخذ الإبرة له إلى غير ذلك من المصالح التي لا بقاء للنوع‌ [2] بدونها، ثم ذلك التعاون و التشارك لا يتم إلا بمعاملات فيما بينهم و معاوضات، و لا ينتظم إلا بقانون متفق عليه مبني على العدل و الإنصاف، ضابط لما لا حصر له من الجزئيات، لئلا يقع الجور، فيختل أمر النظام لما جبل عليه كل أحد من أنه يشتهي ما يحتاج إليه، و يغضب على من‌


[1] الشريعة: هي الائتمار بالتزام العبودية، و قيل الشريعة هي الطريق في الدين.

[2] النوع: اسم دال على أشياء كثيرة مختلفة بالأشخاص و النوع الحقيقي: كل مقول على واحد أو على كثيرين متفقين بالحقائق في جواب ما هو فالكلي: جنس، و المقول على واحد إشارة إلى النوع المنحصر في الشخص، و النوع الإضافي: هي ماهية يقال لها و على غيرها الجنس قولا أوليا أي بلا واسطة كالإنسان بالقياس إلى الحيوان فإنه ماهية يقال عليها و على غيرها كالفرس الجنس، و هو الحيوان، حتى إذا قيل ما الإنسان و الفرس، فالجواب أنه حيوان، و هذا المعنى يسمى نوعا إضافيا لأن نوعيته بالإضافة إلى ما فوقه و هو الحيوان و الجسم النامي، و الجسم و الجوهر.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست