قال (المبحث الخامس السعر تقدير ما يباع به الشيء).
السعر تقدير ما يباع به الشيء و يكون غلاء و رخصا بأسباب من اللّه
تعالى، و لو كان البعض من اكتساب العباد، فالمسعر هو اللّه تعالى وحده خلافا
للمعتزلة.
طعاما كان أو غيره، و يكون غلاء و رخصا باعتبار الزيادة على المقدار
الغالب في ذلك المكان و الأوان و النقصان عنه، و يكونان بما لا اختيار[1]فيه للعبد كتقليل ذلك الجنس، و تكثير الرغبات فيه، و بالعكس و بما له
فيه[2]اختيار[3]كإخافة السيل[4]، و منع التبايع، و ادخار
الأجناس و مرجعه أيضا إلى اللّه تعالى، فالمسعّر[5]هو اللّه وحده[6]خلافا
للمعتزلة زعما منهم أنه قد يكون من أفعال العباد تولدا كما مرّ و مباشرة كالمواضعة
على تقدير الأثمان.
[6]أخرج ابن ماجه في كتاب التجارات 27
باب من كره أن يسعر 2200 حدثنا حجاج حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة، و حميد و ثابت
عن أنس بن مالك قال: «غلاالسعر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقالوا: يا رسول
اللّه قد علا السعر فسعر لنا. فقال: إن اللّه هو المسعر القابض، الباسط، الرزاق،
إني لأرجو أن ألقى ربي و ليس أحد يطلبني بمظلمة في دم و لا مال ...».