و لو سلم دلالتها على نفي الرؤية نزولها في ذلك، فيحمل على الرؤية في
الدنيا جمعا بين الأدلة، و جريا على موجب القرينة أعني سبب النزول. و قوله «وحيا» نصب على المصدر (أو من
وراء حجاب) صفة لمحذوف أي كلاما من وراء الحجاب. (أو يرسل) عطف على وحيا بإضمار أن
و الإرسال نوع من الكلام، و يجوز أن تكون الثلاثة في موضع الحال.
7-
الشبهة السمعية
(قال (السابع) أنه تعالى لم يذكر سؤال الرؤية إلا و قد استعظمه و
استنكره حتى سماه: ظلما و عتواوَ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا[1] ... الآيةوَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ[2]الآيةيَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً
مِنَ السَّماءِ[3]الآية و ذلك لتعنتهم و عنادهم، و لهذا استعظم إنزال الملائكة و
الكتاب مع إمكانه).
تقريره أن اللّه حيثما ذكر في كتابه سؤال الرؤية استعظمه استعظاما
شديدا، و استنكره استنكارا بليغا حتى سماه ظلما و عتوا كقوله تعالىوَ قالَ
الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ
نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَ عَتَوْا عُتُوًّا
كَبِيراً[4]و قولهوَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى
اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ[5]و قولهيَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً
مِنَ السَّماءِ، فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا
اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ[6]فلو جازت رؤيته لما كان كذلك.