قوله تعالىوَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً
أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ[1]الآية سيقت لنفي التكليم رآيا[2]، و نزلت حين قالوا للنبي
عليه السلام ألا تكلم اللّه و تنظر إليه كموسى عليه السلام، فدلت على إثبات
التكليم، و نفي الرؤية.
قلنا:ممنوع[3]بل لبيان أنواع التكليم و لو كان في الوحي نفي بالرؤية لكان من وراء
الحجاب مستدركا إذا لا معنى له سوى عدم الرؤية).
سيقت الآية لنفي أن يراه أحد من البشر حين يكلمه اللّه تعالى، فكيف
في غير تلك الحالة؟ و نزلت حين قالوا لمحمد عليه الصلاة و السلام. ألا تكلم اللّه
و تنظر إليه كما كلم موسى عليه السلام و نظر إليه؟ فقال: لم ينظر إليه موسى و سكت.
و المعنى ما صح لبشر أن يكلمه اللّه إلا كلاما خفيا بسرعة في المنام و الإلهام أو
صوتا من وراء حجاب كما كان لموسى عليه السلام أو على لسان ملك كما هو الشائع
الكثير من حال الأنبياء.
و الجواب: منع ذلك. بل إنما سيقت الآية إلا[4]لبيان أنواع تكليم اللّه البشر.
و التكليم و حيا أعم من أن يكون مع الرؤية، أو بدونها، بل ينبغي أن
يحمل على حال الرؤية ليصح جعل قوله أو من وراء حجاب عطفا عليه، قسيما له، إذ لا
معنى له سوى كو بدون الرؤية تمثيلا بحال من احتجب بحجاب.