الدواعي[1]، أو غير[2]منبعثة مع[3]السبب
الغريب في الترجيح و التخصيص، فدعوى كون الإرادة مغايرة للداعي، أجدر بأن تكون
ضرورية، ثم أورد بطريق المعارضة أن الإرادة لو كانت هي الشعور بما في الفعل أو الترك
من المصلحة لما وقع الفعل الاختياري بدونه ضرورة، و اللازم باطل، لأن العطشان يشرب
أحد القدحين، و الهارب يسلك أحد الطريقين من غير شعور بمصلحة راجحة من[4]فعل هذا، أو ترك ذاك عند فرص التساوي في نظر العقل.
و بالجملة. فكون مسمى لفظ الإرادة مغايرا للشعور بالمصلحة في الفعل
أو الترك مما[5]لا ينبغي أن يخفى على العاقل العارف بالمعاني و الأوضاع. نعم، لو
ادعى في حق الباري تعالى انتفاء مثل هذه الحالة الميلانية، و الاقتصار على العلم
بالمصلحة، فذلك بحث آخر.