متحرك[1]في ساعة فرسخين، و في أخرى فرسخا، و لهذا كانت مدة فصلي الربيع و
الصيف أكثر من مدة فصلي الخريف و الشتاء، مع أن كلا من المدتين زمان لقطع النصف من
فلك البروج، و إذا كان الكوكب من التدوير في النصف الذي يوافق حركته حركة حامله،
أعني النصف الأعلى في المتحيرة و النصف الأسفل في القمر ترى حركته سريعة[2]لقطعه فلك البروج بالحركتين جميعا، و إذا كان في النصف الذي يخالف
حركته حركة حامله، أعني أسافل المتحير[3]، أعلى القمر، فإن كانت
حركته أقل من حركة حامله يرى بطيئا، لأنه إنما يقطع فلك البروج بفضل حركة الحامل
على حركة التدوير، و إن انتهت حركته إلى حد التساوي لحركة الحامل، و ذلك إنما يكون
في المتحيرة دون القمر لما عرفت من مقدار حركات التداوير، و الحوامل ترى الكوكب
واقفا، لأن الحامل يحركه إلى التوالي جزءا، و يرده التدوير إلى خلاف التوالي جزءا فيرى
من فلك البروج في موضعه كأنه لا يتحرك، و إن زادت حركة التدوير على حركة الحامل
يرى راجعا لأن الحامل يحركه جزءا، و التدوير يرده جزءين مثلا[4].
ما ذكره عن طريق الحدس لا الاستدلال
[قال (و أمثال هذه البيانات) ليست استدلالا بوجود الملازم على الملزوم
كما هو الظاهر بل تحدسا].
قد يتوهم أن إثبات الأفلاك الجزئية، و الحركات البسيطة على الوجوه
المخصوصة بناء على ما يشاهد، و يدرك بالرصد من الاختلافات اللازمة على تقدير
ثبوتها إثبات للملزوم، بناء على وجود لازمه، و ليس بمستقيم إلا إذا علم المساواة،
و ليست بمعلومة، إذ لا ضرورة، و لا برهان على امتناع أن تكون تلك الاختلافات
لأسباب أخر.