إليه، بحيث يصح أن يقال، وجد المؤثر فوجد الأثر من غير عكس.
فإن قيل: لو صح هذا لما جاز استناد الحادث إلى التقديم لتأخره عنه
بالزمان.
قلنا: من جملة جهات تأثير القديم في الحادث شرط حادث يقارن الأثر
الحادث كتعلق الإرادة عندنا، و الحركات و الأوضاع عند الفلاسفة، فيكون التقدم
بالزمان لذات الفاعل، و لا نزاع فيه لا للفاعل مع جميع جهات التأثير.
فإن قيل: الضرورة قاضية بأن إيجاد العلة للمعلول لا[1]يكون إلا بعد وجودها، و وجود[2]المعلول، إما مقارن للإيجاد أو متأخر عنه فيكون متأخرا عن وجود
العلة.
غاية الأمر أن يكون عقيبه من غير تخلل زمان لئلا يلزم الترجح بلا
مرجح.
قلنا: كون الإيجاد بعد وجود العلل[3]مع جميع جهات التأثير بعدية زمانية ممنوع.
افتقار عدم المعلول إلى عدم العلة
(قال:فعدم المعلول و لو في غير القار كالحركة يفتقر إلى عدم العلة و لو ببعض
الشروط[4]،و عدم الثبوت[5]لا ينافي الشرطية[6]بهذا
المعنى، فالفاعل في طرفي الممكن واحد يجب بوجوده وجوده، و بعدمه عدمه، إن سابقا
فسابق، و إن لاحقا فلاحق، و بقاء المعلول عند انعدام العلة إنما يتصور في