(قال: المبحث الثاني:يجب وجود المعلول
عند تمام الفاعل[1]لامتناع الترجيح بلا مرجح، و بالعكس لكون الاحتياج من لوازم
الإمكان[2]،فتقدمه لا يكون
إلا بالذات، و استناد الحادث إلى القديم لا يكون إلا بشرط حادث يقارنه لتعلق
الإرادة).
يعني إذا وجد الفاعل بجميع جهات التأثير من الشرط و الآلات و
القابل يجب وجود المعلول، إذ لو جاز عدمه لكان وجوده بعد ذلك ترجحا[3]بلا مرجح، لأن التقدير حصول جميع جهات التأثير من غير أن يبقى معه[4]شيء يجب الترجح، و إذا وجد المعلول يجب وجود الفاعل بجميع جهات
التأثير، لأن الاحتياج إلى المؤثر التام من لوازم الإمكان، و الإمكان من لوازم
المعلول، فلو لم يجب وجود المؤثر التام[5]عند وجود المعلول، لزم جواز وجود الملزوم بدون اللازم، هذا خلف، و
إذا كان بين المؤثر التام و معلوله تلازم في الوجود، لم يكن للمؤثر تقدم عليه
بالزمان، بل بالذات بمعنى الاحتياج
[1]أي إذا وجد الفاعل من حيث أنه فاعل
بأن وجد معه شرائط التأثير و آلاته حتى لا يبقى وجه مما يوجب ترجيح وجوده معلوله.
[2]بمعنى أن المعلول لا يكون إلا ممكنا
فالامكان من لوازم المعلول و الاحتياج إلى الفاعل من لوازم الإمكان فتكون الحاجة
من لوازم المعلول لأن لازم اللازم لازم.