و الجواب: أن المؤثر في وجود المعلول ليس هو العلة[1]الفاعلية بجملتها، بل ذات الفاعل فقط، و سائر ما يرجع إلى الفاعل،
إنما هي شرائط التأثير، و لا امتناع في استناد المعلول إلى فاعل موجود مقرون بأمور
عدمية، بمعنى أن العقل إذا لاحظه حكم بأنه لا يحصل بدونها مع القطع بأن الموجد هو
الفاعل الموجود، و حينئذ لا ينسد[2]باب
إثبات الصانع، لأن وجود الممكن يحتاج إلى وجود موجد، و إن كان مقرونا بشرائط
عدمية. و قد يجاب بأن الشرط إنما هو أمر وجودي خفي. و ذلك الأمر العدمي الذي يظن
كونه شرطا لازم له كاشف[3]عنه
مثلا شرط احتراق الخشبة ليس بزوال الرطوبة، و انعدامها، بل وجود اليبوسة الذي ينبئ
عنه زوال الرطوبة[4]و كذا سائر الصور.
فإن قيل: نفس عدم الحادث من مبادي وجوده لافتقاره إلى الفاعل
المقارن له.
قلنا: الاحتياج إلى الشيء لا يقتضي الاحتياج إلى ما يقارنه، و
لهذا كان تقدم عدم الحادث على وجوده زمانيا محضا لا ذاتيا، و كيف يعقل احتياج وجود
الشيء إلى عدمه، فهو ليس من المبادي إلا بالعرض بمعنى أنه يقارن المبدأ.
العلة التامة و الناقصة
(قال:ثم جميع ما يحتاج الشيء[5]يسمى علة تامة، سواء كان هو الفاعل