معا أي العلم بأن هذا الشيء متحرك، و العلم بأن هذا[1]ساكن في آن واحد، فانهما لا يجتمعان، لكن لا لذاتهما، بل لامتناع
الحركة و السكون و أما تصور حركة الشيء و سكونه معا فممكن، و لذا يصح الحكم
باستحالتهما، و بقيد من جهة واحدة عن مثل الصغر و الكبر، و القرب و البعد على
الإطلاق، فإنهما لا يتضادان و إن امتنع اجتماعهما في الجملة، و إنما يتضادان إن
اعتبر إضافتهما إلى معين ككون الشيء صغيرا و كبيرا بالنسبة إلى زيد، و لا خفاء في
أنه[2]لا حاجة إلى هذا القيد حينئذ لأن مطلق الصغر و الكبر لا يمتنع
اجتماعهما، و عند اتحاد الجهة يمتنع، فالأقرب أن القيد احتراز عن خروج مثل ذلك. و
ربما يعترض على تعريف المتضادين بالتماثلين كالسوادين[3]عند من يقول بامتناع اجتماعهما.
و يجاب بأن اتحاد المحل شرط[4]في التضاد، و لا تماثل إلا عند اختلاف المحل.
كل اثنين غيران عند الفلاسفة
(قال:و عند الفلاسفة[5]كل
اثنين فهما غيران، فإن اشتركا في تمام الماهية[6]فمثلان[7]و إلا فمتخالفان و هما متقابلان إن امتنع اجتماعهما في محل واحد من
جهة[8]واحدة).
ما سبق من أقسام الكثرة و أحكامها على[9]رأي المتكلمين، و أما على رأي
[5]أي ما تقدم إنما هو عند المتكلمين، و
أما عند الفلاسفة فكل اثنين فهما غير فالكثرة عندهم تستلزم الغيرية إذ لم يشترطوا
فيها الوجود الخارجي و لا جواز الانفكاك.
[6]كزيد و عمرو المشتركين في الحقيقة
النوعية التي هي الإنسانية.