المضافين معا لا تقدم لأحدهما على الآخر، فيخرج ما كان تعقله مستلزما
و مستعقبا لتعقل شيء آخر كالملزومات البينة اللوازم، على أن هذا إنما يتوهم وروده
إذا كان تعقل للوازم أيضا مستلزما لتعقل الملزومات، و ما ذكر في المواقف من أنه
ليس معنى قولهم تعقل ماهيته بالقياس إلى الغير، أنه يلزم من تعقله تعقل الغير، فإن
اللوازم البينة كذلك محمول على حذف المضاف. أي ملزومات اللوازم، أو على أن ذلك
إشارة إلى الغير بمعنى أن اللوازم البينة من قبيل الغير الذي يلزم من تعقل
الملزومات تعقله و إن لم يكن الملزوم مضافا.
(قال:
(هذا) معنى وجوب الانعكاس، و الانعكاس[1]قد لا يفتقر إلى اعتبار حرف كالعظيم و الصغير و قد يفتقر إما على
التساوي مثل عبد للمولى، و مولى للعبد أو لا مثل عالم بمعلوم و معلوم لعالم).
أي الذي ذكرنا من معنى تكرر النسبة هو معنى وجوب الانعكاس أي بحكم
إضافة كل من المضافين إلى الآخر من حيث هو مضاف فكما يقال الأب أبو الابن يقال
الابن ابن الأب، و أما إذا لم تعتبر الحيثية لم يتحقق الانعكاس كما إذا قيل الأب
أبو إنسان لم يكن الإنسان مضافا إلى الأب فلا يقال إنسان أب، و طريق معرفة
الانعكاس أن ينظر في أوصاف الطرفين فما كان بحيث إذا وضعته، و رفعت غيره بقيت
الإضافة، و إذا رفعته و وضعت غيره لم تبق الإضافة، فهو الذي إليه الإضافة مثلا إذا
اعتبرت من الابن البنوة مع نفي سائر الصفات بل الذاتيات كان الأب مضافا إليه[2]و إذا رفعت البنوة مع اعتبار البواقي لم تتحق الإضافة ثم الانعكاس،
قد لا يفتقر إلى اعتبار حرف النسبة كالعظيم و الصغير، و قد يفتقر إما على تساوي
الحرف في الجانبين كقول العبد عبد للمولى[3]. و المولى مولى للعبد أو على اختلافه كقولنا العالم عالم