خفاء، فإن أجزاء المتحرك لا تفارق أمكنتها بالكلية، بل تشبه أن تكون
الأجزاء الباطنة لا تفارق أمكنتها أصلا نعم لو عرض[1]للأجزاء انفصال كان للحركة انقسام شبيه[2]بالانقسام في العرض لكن التغير التدريجي المسمى بالحركة على حاله و
على امتداده، فإن سمى مثل هذا انقساما للحركة بانقسام المتحرك فلا مشاحة، و أما
الانقسام الكمي الذي هو تكثير امتدادها الوهمي إلى ماله من الأجزاء الفرضية[3]بحيث يحصل اسم النصف و الثلث و الربع و نحو ذلك فلا يتصور إلا
بانقسام المسافة أو الزمان.
[3]الفرضية. فكرة أو قضية يأخذ بها
الباحث في بداية برهانة على إحدى المسائل. و تطلق في العلم الرياضي على الأوليات و
المسلمات و الأوضاع و التعاريف التي يستند إليها العالم في البرهان على إحدى
القضايا.
أما في العلوم التجريبية فالفرضية تفسير مؤقت لحوادث الطبيعة ينقلب
بعد الاختبار التجريبي إلى تفسير نهائي، و هي خطوة تمهيدية للقانون العلمي توضع في
البداية على سبيل الظن و التخمين فإن أيدتها الملاحظة أو التجربة انقلبت إلى
قانون، فإن كذبتها حاول العالم استبدال غيرها بها و هكذا دواليك حتى يصل إلى فرضية
تفسر الواقع تفسيرا صحيحا.