لا بد للحركة ما منه و هو المبدأ و ما إليه و هو المنتهي و ما فيه و
هو المقولة و ما به و هو المحرك، و ما له و هو المتحرك، و من الزمان و هذا التعلق
بالزمان غير تعلق الحركة التي منها الزمان، فإنها هناك بمنزلة المتبوع، و هاهنا
بمنزلة التابع. أما المبدأ أو المنتهي فنسبة كل منهما إلى الحركة تضايف، و إلى
الآخر تضاد، فيتضاد محلاهما. و إن اتحدا بالذات كما في الحركة المستديرة، أو تضادا
بالذات أيضا، كما في الحركة من البياض إلى السواد، أو باعتبار عارض آخر كما في
الحركة من المركز إلى المحيط).
الحركة تفتقر إلى ستة أمور[1]: 1- ما منه الحركة و هو المبدأ[2]. 2- ما إليه الحركة و هي المنتهى[3]. 3- ما فيه الحركة و هو المقولية أي الجنس العالي الذي ينتقل المتحرك من
نوع منه إلى نوع آخر أو من صنف من نوع إلى صنف آخر. 4-
ما به الحركة أي سببها الفاعلي و هو المحرك. 5- ما له الحركة أي
سببها المادي و هو المتحرك. 6- الزمان الذي يقع فيه الحركة و هذا التعلق بالزمان
غير تعلق الحركة التي منها الزمان لأن الحركة هنا بمنزلة المتبوع لكونها معروضا
للزمان و هاهنا
[1]راجع ما كتبه صاحب المواقف في افتقار
الحركة إلى أمور ستة المقصد الخامس الجزء السادس ص 229.