على الفكر تحركت النفس إلى جهته، فللخير المتوقع إلى الخارج و الشر
المنتظر إلى الداخل، فلذلك قيل: إنه جهاد فكري، و الخجل و هو ما يتبعها حركة الروح
إلى الداخل و الخارج، لأنه كالمركب من فزع و فرح حيث ينقبض الروح أولا إلى الباطن
ثم يخطر بباله أن ليس فيه كثير مضرة فينبسط ثانيا، و هذه كلها إشارة إلى ما لكل من
الخواص و اللوازم، و إلا فمعانيها واضحة عند العقل و كثيرا ما يتسامح فيفسر بنفس
الانفعالات كما يقال الفرح انبساط القلب، و الغم انقباضه، و الغضب[1]غليان الدم إلى غير ذلك.
مظنونة أو معلومة، و يضاد الخوف الأمن. عن عائشة رضي اللّه عنها
قالت: قلت يا رسول اللّهالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌأ هو الذي يسرق و
يشرب الخمر و يزني قال: لا يا ابنة الصديق: و لكنه الرجل يصوم و يصلي و يتصدق و
يخاف أن لا يقبل منه.
[1]الغضب: ثوران دم القلب إرادة
للانتقام قال تعالى:فَباؤُ بِغَضَبٍ. و قال ابن عرفة:
الغضب من المخلوقين شيء بداخل قلوبهم و يكون منه محمود و مذموم
فالمذموم ما كان في غير الحق.