الموجود العيني، و بهذا الاعتبار يقال تارة إن المعقول من السماء
مساو لماهيتها، و تارة إنه نفس ماهيتها فضلا عن المساواة.
جوب آخر، و هو أن حصول الشيء للشيء[1]يقال لمعان متعددة كحصول المال لصاحبه و بالعكس، و حصول السواد للجسم
و بالعكس، و حصول السرعة للحركة، و حصول الصورة للمادة و بالعكس، و حصول كل منهما
للجسم و بالعكس، و حصول الحاضر لما حضر عنده و بالعكس، و لزوم الاتصاف إنما هو في
حصول العرض بمحله، و لا كذلك[2]حصول
الحاضر لما حضر عنده و بالعكس[3]و
هو معلوم لنا بالوجدان، و متحقق كونه حصولا لنا و إن لم نقدر على التعبير عن
خصوصيته بغير كونه إدراكا و علما أو شعورا أو إحاطة بكنه الشيء، أو ما يجري مجرى
هذه الاعتبارات[4]و بهذا أعني لكون الحصول الإدراكي مغايرا لحصول العرض للمحل المستلزم
للاتصاف لا يلزم من إدراك المعاني التي تكون من صفات النفس كالإيمان و الكفر، و
الجود و البخل، و نحو ذلك اتصاف النفس بها لانتفاء الحصول الاتصافي، فكيف يلزم ذلك
فيما ليس من شأن النفس الاتصاف بها كالحرارة و الاستدارة و نحو ذلك و إنما الكلام
في أن الحصول الاتصافي هل يستلزم الحصول إدراكي حتى يلزم دوام[5]تعقل النفس لصفاتها على ما زعموا، ثم إنهم لم يبينوا أن ذلك مبنى على
أن مجرد الحصول الاتصافي كاف في الادراك النفسي صفاتها، أو على[6]أنه مستلزم للحصول الإدراكي و الحق أن الكل بوجود غير متأصل هو
الصورة، و ما ذكروا من أنه لو كان كذلك لزم من[7]إدراك النفس لذاتها عدم