قطعا، فلو كانت الوحدة أو الكثرة نفس الوجود أو الماهية لما كان
كذلك.
الدليل على وجودية الوحدة و الكثرة
(قال:و قد يستدل على وجوديتهما[1]، بأن الوحدة لو كانت عدمية[2]لكانت عدم الكثرة[3]، و هي إما عدمية فتكون
الوحدة وجودية لكونها عدم العدم[4]هذا
خلف[5]. إما وجودية فيلزم كون الجميع من العدمات وجودية و هو محال. و كون
الوحدة وجودية لكونها جزأها هذا خلف. إذ ليست الكثرة إلا التألف من الوحدات[6]، يلزم كونها أيضا وجودية، و
على عدميتهما بأنه لا يعقل من الوحدة إلا عدم الانقسام[7]، و من الكثرة إلا التألف من
الوحدات و كلاهما ضعيف).
المبحث الثاني:نقل خلاف بين الفلاسفة و المتكلمين في أن الوحدة و الكثرة وجوديتان
أو عدميتان، و تمسكات من الطرفين يشعر بعضها، بأن المراد بالوجودي الموجود، و
بالعدمي المعدوم، و بعضها بأن المراد بالعدمي ما يدخل في مفهومه العدم، و بالوجودي
ما لا يدخل فمن تمسكات الفلاسفة، أن الوحدة جزء هذا الواحد الموجود، و أنها نقيض
اللاوحدة العدمية لصدقها على الممتنع، و أنها لو لم تكن موجودة لما كان شيء ما واحدا
لعدم الفرق بين قولنا وحدته لا و قولنا لا وحدة له، و الكل ظاهر الفساد، و منها ما
أورده الإمام