(قال:المبحث الثاني: قد تعرض للصوت كيفية بها يمتاز عما يماثله في الحدة و
الثقل تميزا في المسموع و هو الحرف[1]).
يتميز عن صوت آخر يماثله في الحدة و الثقل تميزا في المسموع و الحرف
و هي تلك الكيفية العارضة في عبارة ابن سينا[2]، و ذلك الصوت المعروض في
عبارة جمع من المحققين[3]، و مجموع العارض و المعروض
في عبارة البعض و كأنه أشبه بالحق و قيد المماثلة بالحدة و الثقل أي الزيرية و
البمية، احترازا عنهما، فإن كلا منهما يفيد تميز صوت عن صوت آخر تميزا في المسموع
لكن في صوتين يكونان مختلفين بالحدة و الثقل ضرورة.
و قيد التميز بالمسموع احترازا عن مثل الطول و القصر و الطيب و غيره
فإن التميز بها لا يكون تميزا في المسموع لأنها ليست بمسموعة، إلا أن في كونها من
الكيفيات نظرا. فالأولى: أنه احتراز عن مثل الغنة[4]و البحوحة.
[1]الحرف: يقال: حرف كل شيء طرفه و
شفيره وحده، و منه حرف الجبل و هو أعلاه المحدد.
قال الفراء جمع حرف: حرف كعنب قال تعالى:وَ مِنَ
النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍأي على وجه و هو
أن يعبده في السراء دون الضراء و قيل: على شك.
(راجع بصائر ذوي التمييز ج 2 ص 442).
[2]عبارة ابن سينا: بأنه كيفيّة تعرض
للصوت بها يمتاز عن مثله في الجدة و الثقل تميزا في المسموع.