من غير شيء، و على الفعلية بأن ينفصل و ينقطع بالفعل، أو يحدث له
هويتان بعد أن كانت هوية واحدة. و الجمهور عرفوا الكم[1]بقبول القسمة فقالوا: هو عرض يقبل القسمة لذاته و المراد الوهمية لما
سيجيء.
الثانية:قبول المساواة أو اللامساواة بمعنى أنه إذا نسب إلى كم آخر فإما أن
يكون مساويا له، أو أزيد، أو أنقص، و هذه الخاصة. فرع الأولى لأنه لما اشتمل على
أجزاء وهمية أو فعلية لزم عند نسبته إلى كم آخر أن يكون عدد أجزائهما على التساوي،
أو على التفاوت.
و قال الإمام: إن قبول الانقسام إنما يلزم الكم بسبب الخاصة الأولى،
لأنه لما كانت الأجسام يتقدر بعضها بالبعض من غير لزوم المساواة وجب أن يكون فيها
ما يقبل المساواة، أو اللامساواة لذاته. و هو المقدار، و لا يتصور اللامساواة إلا
بأن يشتمل أحدهما على مثل الآخر مع زيادة، فلزم أن يقبل القسمة، أي فرض شيء غير
شيء.
الثالثة:اشتماله على أمر يعده أي[2]يعينه
بالإسقاط عنه مرارا إما بالفعل كما في الكم المنفصل، فإن الأربعة تعد بالواحد أربع
مرات، و إما بالقوة كما في المتصل، فإن السنة تعد بالشهور، و الشهور بالأيام، و
اليوم بالساعات،
[1]الكم: في الرياضيات هو المقدار، و هو
ما يقبل القياس، و قيل: إنه الذي يمكن أن يوجد فيه شيء يكون واحدا عادا له، سواء
كان موجودا بالفعل أو بالقوة و قيل: إنه عرض يقبل لذاته القسمة و المساواة، و
اللامساواة و الزيادة و النقصان. و الكم في علم ما بعد الطبيعة مقابل الكيف، و هو
من مقولات العقل الأساسية و يطلق على جميع المعاني التي يتناولها علم الحساب و علم
الهندسة و علم الميكانيكا، كالعدد و المقدار و الامتداد و الكتلة و الحركة إلخ.
و الكمي: هو المنسوب إلى الكم تقول: مذهب اللذات الكمي. و
(الكوانتم) في الفلسفة الحديثة هو الكمية المتناهية المحددة، أو الشيء الذي يمكن
أن يحمل عليه الكم، كالزمان و المكان.