(قال:الضرورة قاضية بأن العرض لا يقوم بنفسه، و تجويز أبي الهذيل[1]بإرادة عرضية لا فى محل مكابرة، و بأنه لا يقوم بأكثر من محل، و ما
ذكر من أنه لو جاز قيامه بمحلين لجاز اجتماع العلتين و وجود الجسم فى مكانين، و لم
يحصل الجزم بتغاير السوادين بيان الكمية[2]،و تنبيه على مكان
الضرورة و جوزه بعض القدماء زعما منهم أن مثل القرب و الجوار من الإضافات المماثلة
قائم بالطرفين، و رد بأن هناك عرضين يقوم كل منهما بطرف، كما فى الأبوة و البنوة
من الإضافات المتخالفة.
و أبو هاشم[3]زعما
منه أن تأليف أجزاء الجسم سبب لعسر انفكاكها، فهو صفة ثبوتية تقوم بجز أين لا
بواحد ضرورة، و لا بأكثر و إلا لما بقى عند انعدام جزء و بقاء جزءين، ورد بمنع
السببية و منع بقاء التأليف الّذي بين الثلاثة.
و أما مثل وحدة العشرة و تثليث المثلث وجوه[4]البنية و قيام زيد، فليس
[1]هو محمد بن الهذيل بن عبد اللّه بن
مكحول العبدي مولى عبد القيس أبو الهذيل العلاف من أئمة المعتزلة، ولد في البصرة و
اشتهر بعلم الكلام، له مقالات في الاعتزال و مجالس و مناظرات، كف بصره في آخر
عمره، و توفي بسامراء عام 234 ه. له كتب كثيرة منها (ميلاس) على اسم مجوسي أسلم
على يديه.