(قال:و زعموا أنها أجناس[1]عالية
عاشرها الجوهر، و يبتني على أن كلا منها جنس، و ما تحته أجناس، و ليس الموجود جنسا
للجوهر و العرض، و لا العرض للأعراض، و لا النسبة للنسبيات، و قيل أجناس الأعراض
ثلاثة:
الكم، و الكيف و النسبة، و زاد بعضهم الحركة.
و الجمهور على أن الأينية من الأين، و قيل من أن ينفعل[2]كغير[3]الأينية).
قال: و زعموا ذهب الجمهور من الحكماء الى أن الأجناس العالية
للممكنات[4]عشرة و هي: الأعراض التسعة، و الجوهر، و يسمونها المقولات العشر. و
مبنى ذلك على أن كلا منها جنس لما تحته لا عرض عام و ما تحته من الاقسام الأولية
أجناس لا أنواع، و ليس الموجود جنسا للجوهر و العرض و لا العرض جنسا[5]للأعراض التسعة، و لا النسبة لأقسامها السبعة، و بينوا ما يحتاج
إليه[6]من ذلك الي البيان، بأن المعنى من الجوهر ذات الشيء و حقيقته،
فيكون ذاتيا بخلاف العرض فإن معناه ما يعرض للموضوع، و عروض الشيء للشيء إنما
يكون بعد تحقق حقيقته، فلا يكون ذاتيا لما تحته من الأفراد و إن جاز أن يكون ذاتيا
لما فيها من الحصص، كالماشي لحصصه العارضة للحيوانات، و كذا النسبة
[1]الجنس: في اللغة الضرب من كل شيء، و
هو أعم من النوع يقال الحيوان جنس و الإنسان نوع.
قال ابن سينا: الجنس هو المقول على كثيرين مختلفين بالأنواع أي
بالصورة و الحقائق الذاتية و هذا يخرج النوع و الخاصة و الفصل القريب. و للجنس عند
القدماء ثلاثة مراتب و هي:
1- الجنس العالي: هو الجنس الذي لا يوجد
فوقه جنس آخر و يسمى جنس الأجناس كالموجود. 2- الجنس المتوسط: و هو الجنس الذي
يكون فوقه و تحته جنس كالجسم أو الجسم النامي. 3- و الجنس السافل: و هو الجنس الذي
لا يكون تحته جنس كالحيوان.