الفلكية متناهية للتطبيق بين سلسلة من هذه الدورة و أخرى من الدورة[1]التي قبلها، و تناهيها باطل عند الفلاسفة[2].
و ثانيهما:نقض المقدمة القائلة بأن إحدى الجملتين إذا كانت أنقص[3]من الأخرى لزم انقطاعها. بأن الحاصل من تضعيف الواحد مرارا غير
متناهية أقل من تضعيف الاثنين مرارا غير متناهية مع لا تناهيها اتفاقا، و مقدورات
اللّه تعالى أقل من معلوماته لاختصاصه[4]بالممكنات،
و شمول العلم للممتنعات أيضا مع لا تناهي المقدورات عندنا، و دورات زحل أقل من
دورات القمر ضرورة مع لا تناهيها عند الفلاسفة، و حاصل الاعتراض أنا نختار أنه يقع
بإزاء كل جزء من التامة جزء من الناقصة، و لا نسلم لزوم تساويهما. فإن ذلك كما
يكون للتساوي. فقد يكون لعدم التناهي، و إن سمى مجرد ذلك تساويا. فلا نسلم استحالة
ذلك فيما بين التامة و الناقصة بمعنى نقصان شيء من جانبها المتناهي، و إنما
يستحيل ذلك في الزائدة و الناقصة بمعنى كون عدد[5]إحداهما فوق عدد الأخرى، و هو ليس بلازم فيما بين[6]غير المتناهيين و إن نقصت من أحدهما ألوف. و قد يجاب عن المنع
بدعوى[7]الضرورة في أن كل جملتين إما متساويتان أو متفاوتتان[8]بالزيادة و النقصان و أن الناقصة يلزمها الانقطاع و عن النقض[9]يتخصص الحكم. أما عندنا فيما دخلت تحت الوجود سواء كانت مجتمعة كما
في سلسلة العلل و المعلولات أو لا كما في الحركات الفلكية، فإنها من المعدات فلا
ترد الأعداد لأنها من الاعتبارات العقلية، و لا يدخل في الوجود من المعدودات[10]إلا ما هي متناهية، و كذا معلومات اللّه تعالى و مقدوراته، و معنى
لا تناهيها، أنه لا تنتهي إلى حد لا يكون فوقه عدد أو معلوم أو مقدور آخر.