قلنا: قد تبين مبادي العلم فيه أو في علم أدنى، لا على وجه الدور و
مبادي الشرعي في غير الشرعي، كالأصول في العربية).
أقول: ذهب القاضي الأرموي[1] من المتأخرين، إلى أن موضوع الكلام
ذات اللّه تعالى، لأنه يبحث عن صفاته الثبوتية و السلبية، و أفعاله المتعلقة بأمر
الدنيا، ككيفية صدور العالم عنه بالاختيار، و حدوث العالم، و خلق الأعمال، و كيفية
نظام العالم، كالبحث عن النبوات و ما يتبعها أو بأمر الآخرة، كبحث المعاد و سائر
السمعيات، فيكون الكلام هو العلم الباحث عن أحوال الصانع، من صفاته الثبوتية و
السلبية، و أفعاله المتعلقة بأمر الدنيا و الآخرة، و تبعه صاحب الصحائف[2] إلا أنه زاد فجعل الموضوع ذات اللّه
تعالى من حيث هي، و ذات الممكنات من حيث استنادها إلى اللّه[3] تعالى، لما أنه يبحث عن أوصاف ذاتية لذات اللّه تعالى من حيث هي، و
أوصاف ذاتية لذات الممكنات من حيث إنها محتاجة إلى اللّه تعالى، وجهة الوحدة هي
الموجود، و كان هو العلم الباحث عن أحوال الصانع، و أحوال الممكنات من حيث
احتياجها إليه على قانون الإسلام، و ينبغي أن يكون هذا معنى ما قال: هو العلم
الباحث عن ذات اللّه تعالى و صفاته، و أحوال الممكنات في المبدأ و المعاد على
قانون الإسلام، و إلا فلا معنى للبحث عن نفس الموضوع، لكنه أجاب: بأن المراد بذات
اللّه تعالى في التعريف الذات من حيث الصفات، كالذات من حيث عدم التركيب و
الجوهرية و العرضية، و البحث عنها من قبيل المسائل، كالبحث عن نفس الصفات هو الذات
من حيث هي و لا بحث عنها في العلم، و هذا يشعر[4] بأن المحمول في
[1] هو محمد بن الحسينالقاضي تاج الدين الأرموي الشافعي المتوفى سنة 656 ه. من مؤلفاته:الحاصل من المحصول أعنيالمحصول للفخر الرازي.
[2] صاحب كتاب الصحائففي الكلام هو: شمس الدين محمد السمرقندي.
[3] في (ب) إليه بإسقاطلفظ الجلالة.
[4] في (ب) مشعر.