توضيحا للمقصود و تتميما له بالتعرض لما يقابله لا يقال بحث إعادة
المعدوم، و استحالة التسلسل، و نفي الهيولي[1] و أمثال ذلك من المسائل قطعا، لأنا نقول هي راجعة إلى أحوال الموجود
بأنه هل يعاد بعد العدم؟ و هل يتسلسل إلى غير النهاية؟ و هل يتركب الجسم من
الهيولي و الصورة؟ و لو سلم أنها من المسائل فإنما يريد[2] ما ذكرتم لو أريد بالموجود من حيث هو الموجود[3] في الخارج بشرط اعتبار وجوده و ليس كذلك. بل الموجود على الإطلاق
ذهنيا كان أو خارجيا واجبا أو ممكنا جوهرا أو عرضا إلى غير ذلك.
فمباحث النظر و الدليل من
أحوال الوجود العيني و إن لم يعتبره. و البواقي من أحوال الوجود الذهني، و كثير من
المتكلمين يقولون به على ما يصرح بذلك كلامهم، و من لم يقل فعليه العدول إلى
المعلوم.
(قال: و قيل موضوعه ذات اللّه تعالى[4] وحده أو مع ذات الممكنات من حيث استنادها إليه لما أنه يبحث عن ذلك
و لهذا يعرف: بالعلم الباحث عن أحوال الصانع من صفاته[5] الثبوتية، و السلبية، و أفعاله المتعلقة بأمر الدنيا و الآخرة أو عن
أحوال الواجب، و أحوال الممكنات في المبدأ و المعاد على قانون الإسلام.
فإن قيل: قد يبحث في
الأمور العامة و الجواهر و الأعراض عن أحوال الممكنات لا على وجه الاستناد قلنا
على سبيل الاستطراد[6] للتكميل
أو الحكاية للتزييف أو المبدئية[7] من التحقيق[8]، و إلا فهو من فضول الكلام.
فإن قيل: مباديه يجب أن
تكون بينة بنفسها إذ ليس فوقه علم شرعي.
[1] في (ب) بزيادة لفظ(الصورة).
[2] في (ب) يرد بدلا من(يريد).
[3] في (ب) بوجود.
[4] سقط من (ب) كلمة(تعالى).
[5] سقط من (أ) كلمةالثبوتية.
[6] في (ب) الاطراد.
[7] في (أ) الميدانية.
[8] سقط من (ب) لفظ(من).