دون ما عداه كما يقال للأقوى من الكلامين هذا هو الكلام، و اعتبروا
في أدلتها اليقين لأنه لا عبرة بالظن في الاعتقاديات[1] بل في العمليات فظهر: أنه العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية
المكتسب من أدلتها اليقينية[2] و هذا هو[3]
معنى العقائد الدينية أي المنسوبة إلى دين محمد صلّى اللّه عليه و سلم، سواء توقف
على الشرع أم لا، و سواء كان من الدين في الواقع ككلام أهل الحق أم لا، ككلام
المخالفين[4]، و صار قولنا هو: العلم بالعقائد
الدينية عن الأدلة اليقينية مناسبا لقولهم في الفقه إنه العلم بالأحكام الشرعية
الفرعية عن أدلتها التفصيلية، و موافقا لما نقل عن بعض عظماء الملة: إن الفقه
معرفة النفس ما لها و ما عليها، و أن ما يتعلق منها بالاعتقاديات هو الفقه الأكبر
و خرج العلم بغير الشرعيات و بالشرعيات الفرعية، و علم اللّه تعالى، و علم الرسول
صلّى اللّه عليه و سلم بالاعتقاديات، و كذا اعتقاد المقلد فيمن يسميه علما، و دخل
علم علماء الصحابة بذلك، فإنه كلام و إن لم يكن، و سمي[5] في ذلك الزمان بهذا الاسم، كما أن عملهم بالعمليات فقه، و إن لم يكن
ثمة هذا التدوين و الترتيب، و ذلك إذا كان متعلقا بجميع العقائد بقدر الطاقة
البشرية، مكتسبا من النظر في الأدلة اليقينية، أو كان ملكة يتعلق بها[6]، بأن يكون عندهم من المآخذ و الشرائط
ما يكفيهم في استحضار العقائد على ما هو المراد بقولنا العلم بالعقائد عن الأدلة،
و إلى المعنى الأخير يشير قول (صاحب)[7] المواقف أنه علم يقتدر معه
[1] في (ب) الاعتقادات.
[2] يرى ابن خلدون:«أنه علم يتضمن الحجاج على العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية. و الرد علىالمبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذهب السلف و أهل السنة». (مقدمة ابن خلدون ص458). و قال الفارابي: «إن الكلام صناعة يقتدر بها الإنسان على نصرة الأفعال والآراء المحددة التي صرح بها واضع الملة و تزييف كل ما خالف من الأقاويل» (إحصاءالعلوم ص 71- 72).
[3] سقط من (ب) كلمة(هو).
[4] في (ب) كلامالمخالف.
[5] في (ب) و يسمى بدلو سمى.
[6] سقط من (ب) كلمة(بها).
[7] هو: عبد الرحمن بنأحمد بن عبد الغفار أبو الفضل، عضد الدين الإيجي، عالم بالأصول و المعاني والعربية من أهل إيج (بفارس) ولي القضاء، و أنجب تلاميذ عظاما و جرت له محنة معصاحب كرمان، فحبسه بالقلعة فمات مسجونا. من تصانيفه: المواقف في علم الكلام، والعقائد العضدية و جواهر الكلام، مختصر المواقف، و شرح مختصر ابن الحاجب في أصولالفقه. توفي سنة 752 ه. (طبقات السبكي 6: 108).