responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 1  صفحه : 12

و المشقة فيها، لذلك كانت خالدة خلود الدهر، لا تبديل فيها، و لا تحريف إلى أن تقوم الساعة، فكانت رحمة للعالمين، و عامة للناس أجمعين، و صدق اللّه حيث يقول‌ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [1] هذا و لما كان علم التوحيد، و يسمى علم التوحيد، و يسمى علم الكلام، له هذه المنزلة العظيمة في تأصيل هذه العقيدة، و الدفاع عنها، عني المتكلمون قديما و حديثا بالتأليف فيه، و تباروا في ذلك، فمنهم المقتصد، و منهم المتعمق، و منهم المتوسط. و كان من أشهر الكتب المتعمقة و المشتملة على الأمور العامة التي يحتاج إليها المستدل على حدوث العالم، و منه على وجود الصانع. كتاب (المطالب العالية) للفخر الرازي، (و العقائد النسفية) للنسفي و كتاب (المواقف) للإيجي شيخ سعد التفتازاني، و كتاب (طوالع الأنوار) للبيضاوي و كتاب (المقاصد) للعلامة السعد التفتازاني، و هو كتاب جامع يحتاج إليه كل باحث، لما حواه من المباحث و النظريات العقلية، و قد تدارك فيه ما فات من كتب من سبقه خاصة كتاب (المواقف)، و (المطالب العالية)، و هو و إن كان صعب المنال لدقة أسلوبه، و تعمق في أبحاثه، إلا أنه ألف في عصر نضجت فيه العقول، و اتسعت مداركها، حتى كانوا لا يقبلون إلا على ما فيه عمق في التفكير و النظر. هذا كان دأب المؤلفين في هذا العصر، و شأن تلاميذتهم، فأقدرهم علما، أعقدهم كتابة. و في الحق إن الإنسان إذا استسهل الصعب، و فكر فيه و نظر، ثم أشحذ ذهنه في المحصل من وراء ذلك على فهم ما دقّ من المسائل، رسخ ذلك في عقله، و ربى عنده ملكة قوية، يفهم بها كل ما دقّ فهمه، و لا كذلك الذي يجري وراء السهل من الكتب، فإنه لا تكون له هذه الملكة، و لا تبرز له شخصية يتميز بها عن غيره في الفهم و التحصيل.

و لقد كان كتاب المقاصد من أعقد العقد، حتى تبارى الباحثون في فهمه، فكثرت شراحه ليقربوه إلى الأفهام، و كان هذا الكتاب يدرس في الأزهر هو و غيره من الكتب المطولة العميقة، حينما كان هناك علماء، لا يشغل بالهم إلا


[1] سورة المائدة آية رقم 3

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست