responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 1  صفحه : 11

[الجزء الاول‌]

الخطبة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا.

و لم يشاركه في ملكه أحد، يا من تعالت أسماؤك، و تقدست صفاتك. تعطي و تمنع، لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت، يا مالك الملك، تعطي الملك من تشاء، و تنزع الملك ممن تشاء، و الصلاة و التسليم على من اصطفيته لخير رسالة، و أنزلت عليه خير كتاب، لخير أمة أخرجت للناس، سيدنا محمد ابن عبد اللّه، خاتم الأنبياء و المرسلين، و على آله و صحبه، و من سار على نهجه إلى يوم الدين.

و بعد فإن علم التوحيد، علم جليل الشأن، عظيم القدر، شرف بنسبته إلى اللّه سبحانه تعالى، و هو أساس لكل علم نافع و مفيد.

و عقيدة توحيد اللّه، و انفراده باستحقاق الربوبية و المعبودية، جاء أمر اللّه بها، لكل رسول، بعث إلى قومه، ليبلغهم باعتناقها لا يعتريها تغيير، و لا تبديل، مهما تغيرت الأجيال و الأزمان.

أما الشرائع المبنية عليها، فإنها تتغير بما يناسب حال كل أمة مصداقا لقوله تعالى‌ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً [1] و لما اكتمل رشد الإنسانية و اتسعت دائرة تفكيرها و مواهبها، جاءت خاتمة الرسالات، متضمنة شريعة سمحاء لكل زمان و مكان، لما اشتملت عليه من المبادي العامة، و أمهات الفضائل، و لما فيها من سعادة البشرية، دنيا و دينا، مع يسرها و عدم الحرج‌


[1] سورة المائدة. آية رقم 48.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست