فنهض ناهض فقال: يا أمير
المؤمنين و ما الفئام؟ قال: مأتي ألف نبي و صديق و شهيد، فكيف بمن يكفل عددا من
المؤمنين و المؤمنات، فانا ضمينه على اللّه تعالى الأمان من الكفر و الفقر.
و ان مات في ليلته أو
يومه أو بعده إلى مثله، من غير ارتكاب كبيرة، فأجره على اللّه، و من استدان
لإخوانه و أعانهم، فأنا الضامن على اللّه ان أبقاه و ان قبضه حمله عنه، و إذا
تلاقيتم فتصافحوا بألسنتكم و تهانّوا بالنعمة في هذا اليوم، و ليبلّغ الحاضر
الغائب و الشاهد البائن، و ليعد الغنى على الفقير و القوي على الضعيف، أمرني رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك.
ثم أخذ صلوات اللّه عليه
في خطبته الجمعة، و جعل صلاته جمعة صلاة عيد، و انصرف بولده و شيعته إلى منزل أبي
محمد الحسن بن علي عليهما السلام، بما أعدّ له من طعامه، و انصرف غنيّهم و فقيرهم
برفده إلى عياله[2].
فصل (6) فيما نذكره من
فضل يوم الغدير من كتاب النشر و الطيّ
رواه عن الرضا عليه
السلام قال: إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيام إلى اللّه كما تزفّ العروس
إلى خدرها، قيل: ما هذه الأيام؟ قال:
يوم الأضحى و يوم الفطر
و يوم الجمعة و يوم الغدير، و انّ يوم الغدير بين الأضحى و الفطر و الجمعة كالقمر
بين الكواكب، و هو اليوم الذي نجّا فيه إبراهيم الخليل من النار، فصامه شكرا للّه،
و هو اليوم الّذي أكمل اللّه به الدّين في إقامة النبي عليه السلام عليّا أمير
المؤمنين علما و أبان فضيلته و وصايته، فصام ذلك اليوم، و انّه اليوم الكمال و يوم
مرغمة الشيطان، و يوم تقبّل أعمال الشيعة و محبّي آل محمد، و هو اليوم الّذي يعمد
اللّه
[1] الفئام: الجماعة من الناس.
[2] رواه الشيخ في مصباحه:752، عنه الوسائل 10: 444. الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 260