ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَنْصَتُّ إِلَيْهِ وَ كَانَ يَقُولُ يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ وَ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حَاضِرٌ وَ جَوَابٌ عَتِيدٌ اللَّهُمَّ وَ مَوَاعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَ أَيَادِيكَ الْفَاضِلَةُ وَ رَحْمَتُكَ الْوَاسِعَةُ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِيَ حَوَائِجِي لِلدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ وَ أَسَرَّ الْبَوَاقِيَ فَلَمْ أَفْهَمْهُ.
أقول: و اعلم أن هذا الدعاء قد ذكره جدي أبو جعفر الطوسي في أدعية كل يوم من رجب و هو عارف بطريق [بطرق] الروايات فيكون قد روي بطريق غير هذه أنه يدعى به كل يوم من أيام رجب فادع به في كل يوم منه.
وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا رَوَيْنَاهَا عَنْ جَمَاعَةٍ وَ نَذْكُرُهَا بِإِسْنَادِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطِّرَازِيِّ مِنْ كِتَابِهِ فقال [قَالَ] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الْغَرِيبِ الضَّبِّيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّائِغُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الزَّاهِرِيُّ مِنْ وُلْدِ زَاهِرٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ وَ زَاهِرٌ الشَّهِيدُ بِالطَّفِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِهِ خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ وَ خَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَكَ وَ ضَاعَ الْمُلِمُّونَ إِلَّا بِكَ وَ أَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلَّا مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ وَ خَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ وَ فَضْلُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِينَ وَ نَيْلُكَ مُتَاحٌ لِلْآمِلِينَ وَ رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ وَ حِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ عَادَتُكَ الْإِحْسَانُ إِلَى الْمُسِيئِينَ وَ سَبِيلُكَ الْإِبْقَاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ اللَّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدَى الْمُهْتَدِينَ وَ ارْزُقْنِي اجْتِهَادَ الْمُجْتَهِدِينَ وَ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْغَافِلِينَ الْمُبْعَدِينَ وَ اغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ.
وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا ذَكَرَهُ الطِّرَازِيُّ أَيْضاً فِي كِتَابِهِ فَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَزْوِينِيُّ الْكَاتِبُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَوْلَايَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ فِي رَجَبٍ فَتَذَاكَرُوا الدُّعَاءَ فِيهِ فَقَالَ الْمُعَلَّى يَا سَيِّدِي عَلِّمْنِي دُعَاءً يَجْمَعُ كُلَّ مَا أَوْدَعَتْهُ الشِّيعَةُ فِي كُتُبِهَا فَقَالَ قُلْ يَا مُعَلَّى اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ وَ عَمَلَ الْخَائِفِينَ مِنْكَ وَ يَقِينَ الْعَابِدِينَ لَكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَلِيُ