نام کتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 338
عرضت نفسك للحرمان أو الهوان فإذا لا يجوز أن تدخل حضرت السلطان إلا
و أنت مقبل عليه بالقلب و اللسان و جميع الجنان و الأركان [و الإمكان] فكذا ينبغي
أن يكون حالك مع الله جل جلاله المطلع على الأسرار فتكون عند تلاوة هذه الأذكار
حاضرا بعقلك و لبك و معظما للألفاظ و المعاني بلسانك و قلبك و مجتهدا أن يصدق
فعالك مقالك فإذا تلوت الله أكبر فيكون على سرائرك و ظواهرك آثار أنه لا شيء أعظم
من الله جل جلاله الذي تتلفظ بتكبيره فلا تشغل قلبك في تلك الحال بشيء غيره من
قليل أمرك أو كثيره [و كثيره] و إذا تلوت تحميده و قلت الحمد لله فقد شهدت أن
الحمد ملكه و أنه أحق به من سواه فلا يكن في خاطرك محمود عندك ممن أحسن إليك في
دنياك أرجح مقالا و لا أصلح إخلاصا و إقبالا و إذا تلوت تسبيحه و تنزيهه فليكن
خاطرك منزها له عن أن تؤثر عليه سواه و أن يشغلك عنه في تلك الحال غيره ممن ترجوه
أو تراه و إذا تلوت تهليله و قرأت آية الكرسي و قل هو الله أحد فليكن عليك تصديق
الاعتراف له بأن إلهك الذي لا يشغلك عنه هواك و لا دنياك و أنك مملوكه و عبده
المفتقر إليه المشغول به اشتغالا يشهد بتحقيقه سرك و نجواك و إذا قرأت سورة ليلة
القدر فليكن قلبك معظما للفظه الشريف الذي جعلك نائبا [نائبة] لتلاوته بين يديه و
كأنك تقرأ لفظه المقدس عليه معترفا بحقها بأبلغ ما يصل جهدك إليه و إذا صليت على
النبي ص فاذكر أنهم غير محتاجين إلى دعائك لهم بالصلاة عليهم بعد ما تعرفه من أن
الله تعالى جل جلاله صلى هو و ملائكته عليهم لكن قد ورد في الحديث أن أبواب
الإجابات تفتح لطلب الصلوات عليهم في الدعوات و إذا فتحها الله جل جلاله لقبول
الصلاة عليهم في مناجاتك كان أرحم و أكرم أن يغلقها عما تدعوه عقيب ذلك من حاجاتك
و مهماتك أقول فإذا عملت في تلاوة هذه الأمور على ما ذكرناه رجوت لنفسك أن تكون
عبدا عرف حق مولاه و قبل منه فيما يدعوه و دعاه و ظفر برضاه و كان مسعودا في دنياه
و أخراه و ها نحن ذاكرون ما نختاره من الدعوات المختصة بهذا اليوم المتفق على
تعظيمه بين الفرق المختلفات.