responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأربعين في أصول الدين نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 59

الرابع: البدن جوهر حار رطب. و الحرارة اذا أثرت فى الرطوبة، لزم أن تصعد من الجوهر الرطب أجزاء بخارية لطيفة.

فعلى هذا التقدير لا بدّ أن يرتفع عن كل عضو أجزاء بخارية لطيفة.

و ربما التصق بعضو آخر و صار جزأ لذلك العضو الآخر. فاذن هذا الجزء الواحد قد كان جزءا لأحد العضوين. ثم صار للعضو الآخر، ففى زمان الحشر لو أعيد ذلك الجزء الى العضو الأول، ضاع العضو الثانى. و لو أعيد الى العضو الثانى، لضاع العضو الأول. و لما كان القول بالحشر متأديا الى هذا الباطل، وجب أن يكون باطلا.

و الجواب عن الشبهة الأولى: أن نقول: أما الذين قالوا: ان الانسان هو هذا الهيكل، فلا جواب لهم عن هذه الشبهة، الا ببيان أن اعادة المعدوم غير ممتنعة. و نحن قد أحكمنا الكلام فى هذه المسألة.

و أما الذين قالوا: الانسان ليس هو هذا الهيكل- و هذا هو الأقرب- فقد احتجوا عليه بوجهين- أوردنا هما فيما تقدم- أحدهما: ان الانسان شي‌ء واحد باق من أول عمره الى آخر عمره. و هذا الهيكل غير باق من أول العمل الى آخره. فالانسان شي‌ء مغاير لهذا الهيكل.

و الثانى: ان الانسان قد يكون عالما بذاته المخصوصة، حال ما يكون غافلا عن جميع أجزائه الظاهرة و الباطنة. و المعلوم مغاير لما ليس بمعلوم.

و اذا ثبت هذا فنقول: لم لا يجوز أن يقال: ان الشي‌ء الّذي هو الانسان فى الحقيقة أجزاء لطيفة سارية فى هذا البدن، باقية من أول العمر الى آخره. اما لأجل أن تلك الأجسام اللطيفة مخالفة بالماهية لهذه الأجسام العنصرية الكائنة الفاسدة المتحللة- و تلك الأجسام حية لذواتها مضيئة شفافة، فلا جرم كانت مصونة عن التبدل و التحلل-

نام کتاب : الأربعين في أصول الدين نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست