نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 411
ليست
لهذه الآثار فقط- بل و لجميع الخواطر السانحة على الذهن- فمنها ما لا ينتقل الذهن عنه-
و منها ما ينتقل و ينساه- و ينقسم إلى ما يمكن أن يعود إليه- بضرب من التحليل- و إلى
ما لا يمكن ذلك
(22)
تذنيب [في بيان ما لا يحتاج إلى تأويل و تعبير]
فما
كان من الأثر- الذي فيه الكلام مضبوطا في الذكر- في حال يقظة أو نوم ضبطا مستقرا- كان
إلهاما أو وحيا صراحا أو حلما- لا يحتاج إلى تأويل أو تعبير- و ما كان قد بطل هو و
بقيت محاكياته و تواليه- احتاج إلى أحدهما- و ذلك يختلف بحسب الأشخاص و الأوقات و العادات-
الوحي إلى تأويل و الحلم إلى تعبير أقول الصراح الخالص- و إنما يختلف التأويل و التعبير-
بحسب (138) الأشخاص و الأوقات و العادات- لأن الانتقال التخيلي لا يفتقر إلى تناسب
حقيقي- إنما يكفي فيه تناسب ظني أو وهمي- و ذلك يختلف بالقياس إلى كل شخص- و يختلف
أيضا بالقياس إلى كل شخص واحد في وقتين- أو بحسب عادتين و باقي الفصل ظاهر- و به قد
تم المقصود من الفصلين المتقدمين- و تم الكلام في هذا المطلوب
(23)
إشارة [إلى ما تستعين بعض الطبائع بأفعال يوجب الحس]
إنه
قد يستعين بعض الطبائع- بأفعال يعرض منها للحس حيرة و للخيال وقعة- فتستعد القوة المتلقية
للغيب تلقيا صالحا- و قد وجه الوهم إلى غرض بعينه فيتخصص بذلك قبوله- مثل ما يؤثر عن
قوم من الأتراك- أنهم إذا فرغوا إلى كاهنهم في تقدمة معرفة- فزع هو إلى شد حثيث جدا-
فلا يزال يلهث فيه حتى يكاد يغشى عليه- ثم ينطق بما يخيل إليه- و المستمعون يضبطون
ما يلفظه ضبطا- حتى يبنوا عليه تدبيرا- و مثل ما يشغل بعض ما يستنطق في هذا المعنى-
بتأمّل شيء من شفاف مرعش للبصر برجرجته- أو مدهش إياه بشفيفه- و مثل ما يشغل الحس
بتأمّل لطخ من سواد براق- و بأشياء تترقرق و بأشياء تمور- فإن جميع ذلك مما يشغل الحس
بضرب من التحير- و مما يحرك الخيال تحريكا محيرا- كأنه إجبار لا طبع و في حيرتهما-
اهتبال فرصة الخلسة المذكورة- و أكثر ما يؤثر هذا- ففي
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 411