نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 360
أولها
مرتبة الواجب الأول تعالى- و إنما ترك لفظة اللذة- و استعمل بدلها الابتهاج- لأن إطلاقها
على الواجب الأول و ما يليه- ليس بمتعارف عند الجمهور- و إنما كان الأول أجل مبتهج
بشيء- لأن كماله هو الكمال الحقيقي لا غير- و إدراكه هو الإدراك التام فقط- فعلى القاعدة
المذكورة- يكون ابتهاجه بذاته أكمل الابتهاجات على الإطلاق- و اعلم أن كل خير مؤثر-
و إدراك المؤثر من حيث هو مؤثر حب له- و الحب إذا أفرط سمي عشقا- و كلما كان الإدراك
أتم و المدرك أشد خيرية- كان العشق أشد- و الإدراك التام لا يكون إلا مع الوصول التام-
فالعشق التام لا يكون إلا مع الوصول التام- و يكون ذلك على ما مر لذة تامة و ابتهاجا
تاما- فإذن العشق الحقيقي- هو الابتهاج بتصور حضور ذات ما هي المعشوقة- ثم لما كان
الشوق عندنا من لوازم العشق- و ربما يشتبه أحدهما بالآخر- أشار إلى الشوق أيضا- و ذكر
أنه الحركة إلى تتميم هذا الابتهاج- و لا يتصور ذلك إلا إذا كان المعشوق حاضرا من وجه-
غائبا من وجه- ثم أثبت العشق الحقيقي للأول تعالى- لحصول معناه هناك- فإنه الخير المطلق
و إدراكه لذاته أتم الإدراكات- و لم يتحاش عن إطلاق هذا اللفظ عليه- و إن كان غير مستعمل
عند الجمهور- لأنه مستعمل في عرف الإلهيين من الحكماء- و المحققين من أهل الذوق و نزهه
تعالى عن الشوق- إذ لا يمكن أن
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 360