و
الّذي يؤكد ذلك أن قتلة عثمان كانوا فى عسكره و كان قادرا عليهم و لم يقتلهم؛ بل كانوا
عضّاده، و أنصاره و بطانته، و لذلك كتب إليه معاوية كتابا و من جملته: «إنك رضيت بقتل
عثمان لأنك قبّحت ذكره، و ألّبت عليه الناس حتى جاءوا من هنا، و من هاهنا، و لو أنك
قمت على بابه مقام صدق، و نهنهت عنه بكلمة رجعوا.
و
الدليل عليه أن قتلته أعضادك، و أنصارك، و بطانتك، فإن قتلتهم عنه أجبناك، و أطعناك،
و إن لم، فو الله الّذي لا إله إلا هو لنطلبنّ قتلة عثمان فى البرّ، و البحر» [3].
الثانى:
أن الخوارج كفّرته؛ حيث أنه حكّم الرجال، و لم يحكم بكتاب الله و سنة رسوله [4]،
و
قد قال تعالى: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ
[5].
[و
إن] [6] سلمنا أنه كان أهلا للإمامة؛ لكن لا نسلم إجماع الأمة على/ عقد الإمامة [له]
[7]، و يدل عليه أمران:-
الأول:
أنه روى أن طلحة، و الزبير، و هما من أجلاء الصحابة، و من جملة العشرة المقطوع لهم
بالجنة، تخلفا عن بيعته [8]، و أنهما أخرجا من منزليهما مكرهين، و قد أحاط بطلحة أهل
البصرة، و بالزبير أهل الكوفة، و جىء بهما إلى عليّ فبايعاه مع الكراهة [9]. و لذلك
نقل عن طلحة بعد ذلك أنه قال: «بايعته أيدينا، و لم تبايعه قلوبنا»، و لهذا فإنهما
خرجا عليه، و قاتلاه بالبصرة؛ فقتلا.
[1]
راجع هذا القول فى وقعة صفين ص 63، و التمهيد للباقلانى ص 235- 236. [2]
راجع التمهيد للباقلانى ص 236. [3]
ورد بألفاظ قريبة فى: وقعة صفين ص 87، و العقد الفريد 5/ 91- 92. [4]
راجع فى هذه المسألة (تكفير الخوارج للإمام على- كرم الله وجهه و رضى عنه).
مقالات
الإسلاميين للأشعرى ص 6، ص 452، و المغنى 20/ 2/ 95- 111. [5]
سورة المائدة 5/ 44. [6]
ساقط من (أ). [7]
ساقط من (أ). [8]
راجع ما ورد فى التمهيد للباقلانى ص 230 و ما ورد فى المغنى 20/ 2/ 61. [9]
راجع ما ورد فى تاريخ الطبرى 5/ 434، 435.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 285