نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 22
قلنا:
الإيمان شرعا ضدّ الشّرك بالاجماع، و ما ذكروه؛ فهو لازم لهم على كلّ مذهب من المذاهب
المتقدم ذكرها، و إذا كان ذلك لازما على الكلّ، و لا بد من العمل بلفظ الإيمان فى واحد
منها؛ فلا يخفى أنّ ما فيه موافقة الوضع يكون أولى.
قولهم:
ما المانع أن يكون الإيمان هو التّصديق باللّسان؟
قلنا:
لما ذكرناه من الأدلة الدالة على اختصاص الإيمان بتصديق القلب.
قولهم:
أهل اللّغة لا يفهمون من التصديق غير ذلك، دعوى مجرّدة من غير دليل؛ فلا تقبل.
كيف
و انّا نعلم من حال النّبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- عند إظهار المعجزة أنّه لم يكتف
من الناس بمجرد الإقرار باللّسان، و لا بالعمل بالأركان مع تكذيب الجنان؛ بل كان يسمى
من كانت حاله كذلك كاذبا، و منافقا و منه قوله- تعالى- تكذيبا للمنافقين عند قولهم
للرسول- عليه الصلاة و السلام- نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ
إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ [1]
و
قال- تعالى- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ [2] كيف: و أنه لا يخفى إبطال القول بأن الإيمان هو مجرد
الإقرار باللسان من جهة إفضائه إلى تكفير، من أبطن التصديق بالله تعالى، و لم يعلن
الإقرار باللسان لمانع، و الحكم بإيمان من أقر بلسانه، و أبطن التكذيب باللّه و رسوله.
و
إلى ما انتهينا إليه- هاهنا- بالبحث المستقصى، نعلم صحّة مذهب الشيخ أبى الحسن الأشعرى-
رحمه الله- و بطلان جميع مدارك ما عداه من المذاهب الواهية المحكيّة، فإنّا لم نأل
جهدا فى استقصائها، و تحريرها، و التنبيه على إبطالها.
و
أما أن الإيمان هل يزيد [11]// و ينقص؛ فقد اختلف فيه:
[1]
سورة المنافقون 63/ 1. [2]
سورة البقرة 2/ 8. [11]//
أول ل 137/ أ.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 22