نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 168
الأمة
على شيء، فيكون فيهم الإمام المعصوم؛ لاستحالة خلو كل زمان منه على ما يأتى بيانه؛
فسنبين بطلانه فيما بعد [1].
و
إن سلمنا صحة احتجاجهم بالإجماع غير أنا لا نسلم أنّ أبا بكر، و العبّاس غير منصوص
عليهما، و ما ذكروه فى إبطال التنصيص على أبى بكر، و العباس؛ فغير صحيح؛ إذ جاز أن
يكون الشخص منصوصا عليه، و إن لم يكن عالما به؛ فإنه ليس من شرط صحه التنصيص على أحد،
سماعه له.
و
إن سلّمنا أنّه لا بدّ من سماعه له، غير أنّه معارض بمثله فى حقّ عليّ أيضا.
[رد
الآمدي على حجج الشيعة فى أفضلية على رضي اللّه عنه على سائر الصحابة]
قولهم:
إنّ عليّا أفضل الصحابة؛ لا نسلم ذلك، و أما قوله- تعالى-: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ
أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ [3] الآية؛ فلا نسلم أن المدعو إلى ذلك عليّ؛ بل قد روى
أن المراد به قرابته، و خدمه، و لذلك ذكرهم بصيغة الجمع، و لو كان المراد به عليا؛
لكان مجازا فيه، و الأصل فى الكلام الحقيقة.
قولهم:
ليس المراد من قوله: و أنفسنا. نفسه؛ ممنوع.
قولهم:
لأن الإنسان لا يدعو نفسه حقيقة، أو مجازا. الأول: مسلم. و الثانى:
ممنوع؛
فإن من أراد من نفسه شيئا يصحّ أن يقال دعا نفسه إلى ذلك الشيء، و هو و إن كان مجازا
فحمله على عليّ/ أيضا مجاز، فإنّ عليا ليس هو نفس النبىّ حقيقة؛ و ليس أحد المجازين،
أولى من الآخر [4].
سلمنا
أن المدعو إلى المباهلة عليّ؛ و لكن لا نسلم أنه يلزم من ذلك أن يكون أفضل من الصحابة.
قولهم:
ذلك يدلّ على أن النّبي- عليه الصلاة و السلام- فى غاية الشفقة على المدعو مسلم.
[1]
راجع ما سيأتى ل 285/ ب و ما بعدها. [2]
راجع النصوص التى وردت فى حق الإمام على- رضي اللّه عنه- فيما سبق ل 269/ أ و ما يأتى
بعدها. [3]
سورة آل عمران 3/ 61. [4]
قارن بما ورد فى المواقف للإيجي ص 407 و شرحها للجرجانى- الموقف السادس ص 320 و منهاج
السنة 4/ 34 و ما بعدها.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 168