نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 123
و
إذ أتينا على تفصيل المذاهب فالكلام فى هذه المسألة يتعلق بأطراف/ ثلاثة.
[الطرف
الأول: فى بيان الوجوب سمعا.
و
الثانى: فى امتناع الوجوب عقلا.
و
الثالث: فى امتناع إيجاب ذلك على الله تعالى] [1].
الطرف
الأول: فى بيان الوجوب سمعا:
و
المعتمد فيه لأهل الحق ما ثبت بالتواتر من إجماع المسلمين فى الصدر الأول بعد وفاة
النبي- صلى الله عليه و سلم- على امتناع خلو الوقت عن خليفة، و إمام، حتى قال أبو بكر
رضى اللّه عنه فى خطبته المشهورة، بعد وفاة النّبيّ- صلى الله عليه و سلم- «إن محمدا
قد مات، و لا بدّ لهذا الدين ممن يقوم به» [2] فبادر الكل إلى تصديقه، و الإذعان لقبول
قوله، و لم يخالف فى ذلك أحد من المسلمين، و أرباب الدين؛ بل كانوا مطبقين على الوفاق،
و قتال الخوارج على الإمام، و لم ينقل عن أحد منهم إنكار ذلك، و إن اختلفوا فى التعيين،
و لم يزالوا على ذلك مع كانوا عليه من الخشونة فى الدين، و الصلابة فى تأسيس القواعد،
و تصحيح العقائد، غير مرتقبين فى ذلك لومة لائم، و لا عذل عاذل، حتى بادر بعضهم إلى
قتل الأهل، و الأقارب فى نصرة الدين و إقامة كلمة المسلمين، و العقل من حيث العادة
يحيل تواطؤ مثل هؤلاء القوم على وجوب ما ليس بواجب، لا سيّما مع ما ورد به الكتاب،
و السنة من تزكيتهم، و الإخبار عن عصمتهم، على ما سبق تحقيقه فى قاعدة النظر [3].
ثم
جرى التابعون على طريقتهم، و اتباع سنتهم، و لم يزل الناس على ذلك فى كل عصر، و زمان
إلى زمننا هذا من إقامة الأئمة، و نصب إمام متبع، فى كل عصر [4] و حكمة ذلك، أنا نعلم
علما يقارب الضّرورة، أنّ مقصود الشّارع من أوامره، و نواهيه فى جميع موارده، و مصادره
و ما شرعه من الحدود، و المقاصات و عقود المعاملات، و المناكحات،
[1]
ساقط من (أ). [2]
قارن ما ورد هنا من خطبة أبى بكر رضي اللّه عنه بما ورد فى نهاية الأقدام للشهرستانى
ص 479، و شرح المواقف- الموقف السادس ص 279. [3]
انظر ما سبق فى القاعدة الثانية: فى النظر و ما يتعلق به ل 15/ ب و ما بعدها. [4]
قارن بنهاية الأقدام ص 478 و ما بعدها، و غاية المرام ص 365، و شرح المواقف- الموقف
السادس ص 279.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 123