أن
الجنة، و النار] [2] اللتان هما دار الثواب و العقاب، مخلوقتان فى وقتنا هذا. و وافقهم
على ذلك من المعتزلة الجبائى، و بشر بن المعتمر، و أبو الحسين البصرى [3]. ثم اختلف
هؤلاء:
فمنهم
من قال: إنهما تفنيان. و منهم من قال: بأنهما لا تفنيان.
و
ذهب عباد الصيمرى، و ضرار بن عمرو، و أبو هاشم، و عبد الجبار [4]: إلى أنهما غير مخلوقتين
فى وقتنا هذا، غير أن عباد: زعم أنه يستحيل فى العقل ذلك قبل حلول المكلفين فيها.
و
خالفه أبو هاشم فى ذلك: و زعم أن خلقهما فى وقتنا، غير ممتنع عقلا، و إنما هو ممتنع
سمعا [5]:
و
المعتمد فى المسألة: الكتاب، و السنة، و إجماع الأمة.
أما
الكتاب:
فقوله-
تعالى-: وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
[6] و قوله- تعالى-: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ
أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ [7] و وجه الاحتجاج من الآيتين: وصفه- تعالى للجنة، و النار
بالإعداد،
[1]
لمزيد من البحث و الدراسة بالإضافة إلى ما أورده الآمدي هاهنا: راجع كتاب الإرشاد لإمام
الحرمين الجوينى ص 377 و ما بعدها. و أصول الدين للبغدادى ص 237 و ما بعدها. و شرح
المواقف للجرجانى- الموقف السادس تحقيق الدكتور أحمد المهدى- المقصد الرابع: ص 195
و ما بعدها. و شرح المقاصد للتفتازانى 2/ 161 و ما بعدها. و شرح العقيدة الطحاوية لابن
أبى العز الحنفى ص 484 و ما بعدها. [2]
ساقط من (أ). [3]
لتوضيح مذهب الجبائى و من وافقه: انظر شرح المواقف- الموقف السادس ص 195. و شرح المقاصد
للتفتازانى 2/ 161. [4]
قارن بما ورد فى شرح المواقف- الموقف الساد ص 195 حيث قال: «و أنكره أكثر المعتزلة
كعباد الصيمرى، و ضرار بن عمرو، و أبى هاشم و عبد الجبار. و قالوا: إنهما يخلقان يوم
الجزاء». [5]
قال شارح المواقف ص 196 من الموقف السادس: «و أما المنكرون فتمسك عباد فى استحالة كونهما
مخلوقتين فى وقتنا هذا بدليل العقل. و أبو هاشم بدليل السمع؛ إذ ليس عنده للعقل دلالة
على ذلك». قال عباد: لو وجدنا: فاما فى عالم الأفلاك، أو العناصر، أو فى عالم آخر،
و الثلاثة باطلة. و احتج أبو هاشم بوجهين: الأول:
قوله
تعالى:- أُكُلُها دائِمٌ مع قوله كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فلو كانت مخلوقة؛
وجب هلاك أكلها. (شرح المواقف 6/ 196، 197. بتصرف. [6]
سورة آل عمران 3/ 133. [7]
سورة البقرة 2/ 24.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 327