responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين    جلد : 4  صفحه : 29

[أدلة أهل الحق على الجواز العقلى‌]

احتج أهل الحق على الجواز العقلىّ بأن قالوا: قد بيّنا أنه لا معنى للنّبوّة غير قول الله- تعالى- لمن اصطفاه أرسلتك فبلّغ عنى و لا يخفى جواز ذلك عقلا. و لهذا فإنا لو فرضنا وقوع ذلك، أو عدمه لم يعرض عنه المحال لذاته. و لا معنى للجائز الا هذا.

و احتجّ القائلون بالوجوب [1] بأنه لمّا كان نوع الإنسان أشرف موجود فى عالم الكون و الفساد؛ لكونه مختصا بالنفس النّاطقة القريبة الشّبه من المبادئ الأول؛ لم يكن فى العقل بدّ من شمول لطف المبدأ الأول به و إفاضة الجود منه عليه؛ ليتمّ له المعيشة فى الدّنيا، و السّعادة الأبديّة فى الأخرى.

و لا يخفى أن كل واحد من أشخاص نوع الانسان قلّ ما يستقلّ بنفسه فى تحصيل أغراضه الدّنيويّة؛ و مقاصده الأخروية دون معين و مساعد له من نوعه.

و عند ذلك فلا بد [11]// لهم من معاملات فيما بينهم كبيوعات، و اجارات و مناكحات إلى غير ذلك مما تتعلّق به الحاجات، و ذلك لا يتم إلا بانقياد البعض للبعض، و قل ما يحصل الانقياد من المرء لصاحبه بنفسه مع قطع النظر عن محرّمات، و مرغبات دنيوية، و أخروية، و سنن يسنون بها، و شرائع يقتدون بها، و ذلك كله إنّما يتمّ ببيان و مشرّع يخاطبهم من نوعهم وفاء بموجب عناية المبدأ الأوّل بهم.

ثم يجب أن يكون هذا الإنسان المشرّع مؤيّدا من عند الله- تعالى- بالمعجزات، و الأفعال الخارقة للعادات. التى تتقاصر عنها قوى غيره من نوعه بحيث يكون ذلك موجبا لقبول قوله، و الانقياد له فيما يسنّه، و يشرعه، و يدعوا به إلى الله- تعالى، و إلى عبادته و الانقياد لطاعته، و ما ينبه عليه من وجوب وجوده و ما يجوز عليه و ما لا يجوز و أحكام المعاد، و المعاش؛ ليتمّ لهم النّظام. و ذلك كله فالعقل يوجبه؛ لكونه حسنا، و يحرّم انتفاءه؛ لكونه قبيحا.


و هو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. و هو أول من أعطى النبوة بعد آدم و شيث عليهما السلام و ذكر ابن اسحاق أنه أول من خط بالقلم.
و قد اختلف العلماء فى مولده و نشأته فقال بعضهم إن ادريس ولد ببابل و قال آخرون إنه ولد بمصر. و الأرجح أنه ولد ببابل. و لما أرسله الله إلى البابليين لم يتبعه إلا نفر قليل و خالفه الجم الخفير فنوى الرحلة إلى مصر؛ و لكن ثقل على أتباعه ذلك و قالوا: و أين نجد إذا رحلنا مثل بابل. فقال: إذا هاجرنا لله رزقنا غيره. فخرجوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقفوا عليه و سبحوا الله، و أقام ادريس و من معه يدعوا الناس إلى الله و إلى مكارم الأخلاق.
[قصص الأنبياء لابن كثير ص 62- 64، و النبوة و الأنبياء للشيخ محمد على الصابونى ص 223، 224. ط 2 بمكة المكرمة سنة 1980 م‌].
[1] القائلون بوجوب البعثة هم الفلاسفة، و بعض المعتزلة كما مر.
[11]// أول ل 72/ أ.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين    جلد : 4  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست