نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 277
و
قد احتجوا على ذلك بحجج.
الأولى:
أنّهم قالوا: إنه من البيّن الّذي لا شكّ فيه على ما يجده كل عاقل من نفسه أن فيه،
و فى ذاته شيئا به إدراك المعقولات البسيطة التى لا تركيب فيها كالإله: تعالى، و مبادى
المركبات.
قالوا:
يجب ألا يكون المدرك لها جسما، و لا قائما بالجسم قيام الأعراض بموضوعاتها و الصور
الجوهرية بموادها، و إلا كان متجزئ، لأن كل جسم متجزئ على ما سبق، و ما قام بالمتجزئ
يكون متجزئا، و لو كان متجزئا لما كان محلا/ لانطباع المعقولات التى لا تجزئ لها فيه،
و إلا فانطباعه فى جزء واحد منه دون باقى أجزائه [أو فى كل واحد من أجزائه] [1].
لا
جائز أن يكون الانطباع فى جزء واحد منه فإن فرض جزء من الجسم، أو ما قام به غير متجزئ،
محال؛ لما سبق [2].
و
التقسيم بعينه يكون لازما إلى ما لا يتناهى، و لا جائز أن يكون الانطباع فى كل واحد
من الأجزاء، و إلا فالمنطبع فى كل واحد من الأجزاء إما أن يكون هو نفس المنطبع فى الجزء
الآخر، أو غيره.
فإن
كان الأول: فيكون الشيء الواحد فى حالة واحدة، معلومات كرات غير متناهية؛ و هو محال.
كيف
و إن ما من جزء يفرض إلا هو متجزئ إلى غير النهاية، و التقسيم بعينه وارد لا محالة.
و
إن كان الثانى: فيلزم أن يكون المعقول المفروض متجزئا. و قد فرض غير متجزئ؛ و هو محال.
فإذن
ما هو محل انطباع المعقولات الغير المتجزئة متجزئ، و إلا كان ما لا يتجزأ منطبعا فى
ما هو متجزئ، و هو محال، و يلزم أن لا يكون جرما، و لا قائما بالجرم؛ و ذلك هو المطلوب.
[1]
ساقط من أ [2]
راجع ما مر فى الفصل الثالث فى تجانس الأجسام ل 25/ ب و ما بعدها.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 277