responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين    جلد : 4  صفحه : 239

و إن سلمنا أن العمل بمفهوم الآية يتوقف على عدم تفضيل جنس البشر على جملة المخلوقات فمن عداهم.

فلا نسلم أن ذلك يتوقف على عدم تفضيلهم على الملائكة. إذ المراد بالتفضيل فى الدار الآخرة و لا فى كثرة الثواب؛ إذ هو المتنازع فيه؛ بل المراد به: إنما هو التفضيل بإكرامهم فى الدنيا بأكلهم بأيديهم، و باقى الحيوانات بأفواههم، و حملهم فى البر على أظهر الحيوانات، و فى البحر على السفن. و رزقهم من الطيبات: أى الحلال على ما قال- تعالى- فى أول الآية: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى‌ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا: أى و فضلناهم بهذه الأمور على كثير ممن خلقنا من الحيوانات تفضيلا.

و إن سلمنا أن المراد به الفضيلة فى الأخرى، و لكن لا يلزم من كون جملة البشر ليسوا أفضل من الملائكة، أن لا يكون الأنبياء، أفضل من الملائكة؛ فإنه لا يلزم من انتفاء حكم عن الجملة انتفاؤه عن بعض آحاد الجملة.

قولهم: إن الملائكة رسل إلى الأنبياء. و الأنبياء رسل إلى من ليس بنبي؛ فتكون الملائكة أفضل.

قلنا: لا نسلم أن الأنبياء لم يكونوا رسلا إلى الأنبياء فإن إبراهيم عليه السلام، كان رسولا إلى لوط [1]، و كان نبيا، و موسى عليه السلام كان رسولا إلى أنبياء بنى إسرائيل.

و إن سلمنا ما ذكروه، و لكن إنما يلزم ما ذكروه، أن لو كانت فضيلة الرسول مستفادة من شرف المرسل إليهم؛ و هو غير مسلم. بل فضيلة الرسول لذاته، و لكونه/ رسول الله- تعالى- أو نقول فضيلة الرسول من لوازم كونه رسولا حاكما على المرسل إليهم، متصرفا فى أحوالهم، على حسب ما يشاء، و يختار؛ و هذا غير متحقق فى حق الملائكة بالنسبة


[1] لوط عليه السلام: هو لوط بن هاران بن تارح (آزر) و قد بعثه الله زمن الخليل عليه السلام، و لوط عليه السلام هو ابن هاران شقيق سيدنا إبراهيم، و قد آمن لوط بعمه إبراهيم، و اهتدى بهداه كما قال- تعالى-: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ثم هاجر معه من العراق. و قد ذكره الله فى كثير من سور القرآن الكريم فى سور (الأعراف، و هود، و الحجر، و الشعراء، و النمل) و غيرها و ذكرت قصته مع قومه و أهله مفصلة فى بعض السور، و مجملة فى البعض الآخر و القرآن الكريم صور الأنبياء بصورة كريمة بينما صورتهم كتب و أسفار بنى إسرائيل بطريقة غير لائقة و نسبوا إليهم من الأفعال ما لا يليق بالبشر العاديين. فقد تقولوا على لوط عليه السلام و ابنتيه بما لا يليق و هو النبي الكريم و الرسول الأمين. [قصص الأنبياء لابن كثير ص 192- 205 و النبوة و الأنبياء ص 235- 240].
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين    جلد : 4  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست